(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون) النمل: 62.
اعلم رحمك الله ان المضطر في لحظات الكربة والضيق لا يجد له ملجأ إلا الله يدعوه ليكشف عنه الضر والسوء فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه. هو وحده دون سواه. يجيبه ويكشف عنه السوء.
فإلى صاحب الحاجة إلى الذي أصابته اللأواء، وأضرت به الأدواء، ويئس من الشفاء، إلى من ركبته الديون، ولاحقته من أهلها العيون، فلم تهدأ له جفون، واصبح يهذي كالمجنون، الى من اغلقت في وجهه الابواب، وتجمعت في طريقه الصعاب، وتركه الاصحاب والاحباب، وبات في هم واكتئاب، وقلق واضطراب، إذا انقطعت الحبال فلا ملجأ إلا الى ذي الإكرام والجلال، ألا توقن أخي الحبيب بأنه لا ينجيك سوى الدعاء، في حين عجزك عن كل شيء وحتى في حال كان بمقدورك فعل ما تريد، لما تجزع ولما لا تجعل الدعاء في السراء والضراء؟.
فإليه يلجأ المضطر إذا دعاه، وهو سبحانه من سيكشف ضر المضرورين؛ فلا أحد ينجيك من هلاك النفس سواه.