انفجر الوضع الميداني بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة أمس، إثر وفاة الأسير خضر عدنان، القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، بعد إضرابه عن الطعام لمدة 86 يوما في معتقلات الاحتلال.
وتبادلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة موجات من إطلاق الصواريخ والصواريخ المضادة، واندلعت اشتباكات مع قوات الاحتلال وعم الإضراب مدن الضفة الغربية المحتلة.
وقال جيش الاحتلال إن صفارات الإنذار أطلقت عدة مرات امس للتحذير من رشقات صاروخية دوت في مستوطنات غلاف غزة، حيث سمع دوي انفجارات في مستوطنة سديروت ومحيطها.
وأعلنت الغرفة المشتركة التي تمثل الفصائل المسلحة في غزة، بما في ذلك حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على إسرائيل.
في المقابل، قالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي شن غارات حربية واطلق صواريخ باتجاه غزة، كما قصف بقذائف مدفعية، أطراف شرق القطاع، ما خلف أضرارا مادية دون وقوع إصابات.
وأكد مصدر أمني في غزة أن الدبابات الإسرائيلية أطلقت قذيفتين على الأقل باتجاه نقطة أمن تابعة لحركة حماس.
وفي سياق متصل، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في منطقة «باب الزاوية» وبلدة «بيت أمر» بمحافظة الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية.
وقرر وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير إغلاق الزنازين ومنع تنقل الأسرى الفلسطينيين لـ«منع التصعيد»، فيما عم الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة وقطاع غزة، استنكارا لجريمة اغتيال الأسير عدنان، وحملت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة.
وتوفي الأسير خضر عدنان أمس نتيجة إضرابه عن الطعام منذ 86 يوما داخل معتقل الرملة الإسرائيلي، بحسب ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن عدنان كان قد كتب وصيته بعد ان استشعر قرب وفاته بسبب الإضراب.
وجاء في الوصية التي خاطب فيها أهله والشعب الفلسطيني «لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب».
ونعت حركة الجهاد الإسلامي الأسير خضر عدنان (45 عاما) الذي اعتقل أوائل فبراير الماضي، عبر إذاعة «القدس» التابعة لها، ووصفت وفاته بـ «الجريمة التي يتحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها».
وتوعدت بأن «الاحتلال الصهيوني سيدفع ثمن هذه الجريمة»، وهو ما شدد عليه القيادي في الحركة ماهر الأخرس، إذ قال إن «الفصائل الفلسطينية لن تسكت عن هذه الجريمة».
بدورها، حملت حركة حماس «الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية المسؤولية الكاملة عن اغتيال القائد خضر عدنان»، وقالت إنهم «سيدفعون الثمن».
كما دانت جامعة الدول العربية «جريمة وفاة الأسير خضر عدنان»، محملة إسرائيل «مسؤولية وفاته»، محذرة من صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية عن هذه الجريمة الجديدة، والذي يشجع سلطات الاحتلال على مواصلة هذا النهج.