أثار استهداف الملحقية الثقافية السعودية في السودان من قبل مجموعة مسلحة امس الأول موجة واسعة من الإدانات، وسط دعوات إلى احترام حرمة البعثات الدولية ومعاقبة الجناة وسرعة وقف إطلاق النار والعودة إلى الإطار السياسي للوصول إلى الاستقرار الأمني المنشود.
فقد أعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين لعملية الاقتحام، وشددت الوزارة على أن هذا العمل المجرم دوليا يعد انتهاكا صارخا لكافة الأعراف الدولية وقواعد القانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية لعام 1961 والتي تحرم اقتحام مقار البعثات الديبلوماسية وتمنح مبانيها الحماية والحصانة الكاملة.
ودعت الوزارة السلطات الرسمية وكل الأطراف المعنية في جمهورية السودان الشقيقة إلى سرعة اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لتوفير الحماية الكاملة لمقار البعثات الديبلوماسية وضمان سلامة مبانيها وطاقمها ومعاقبة الجناة مرتكبي هذا الاقتحام. كما أعربت الوزارة عن تضامن ووقوف الكويت إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة وتأييدها لكافة الإجراءات الأمنية والقانونية التي تتخذها للحفاظ على أمن بعثاتها الديبلوماسية. بدورها، أدانت دولة الإمارات بشدة اقتحام الملحقية الثقافية السعودية في السودان، مشددة على أهمية حماية المباني الديبلوماسية حسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الديبلوماسي.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها بحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام» أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية. وشددت الوزارة على أهمية تكثيف الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار والعودة للإطار السياسي والحوار والمضي قدما في المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
من ناحيتها، أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن إدانة المملكة بشدة الاقتحام، باعتباره انتهاكا خطيرا للمواثيق والأعراف الدولية التي تجرم الاعتداء على حرمة البعثات الديبلوماسية.
وعبرت الوزارة عن تضامن مملكة البحرين ووقوفها إلى جانب السعودية وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات مشروعة لتأمين بعثاتها الديبلوماسية، مشيدة في الوقت ذاته بالجهود السعودية الحكيمة ومبادراتها الإنسانية لإجلاء رعايا العديد من الدول الشقيقة والصديقة، ومساعيها الحميدة بالتواصل مع الأطراف كافة والتنسيق مع المنظمات والشركاء الدوليين لحل الأزمة السودانية، والعودة إلى مسار الحوار والتفاوض.
من جهته، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي عن إدانته واستنكاره الشديدين للحادثة، مؤكدا في بيان له امس وقوف كافة دول المجلس في إدانة هذا العمل الإرهابي، مشيدا بالدور الكبير الإنساني والديبلوماسي الذي تقوم به السعودية في السودان.
وكانت وزارة الخارجية السعودية أعلنت أن مبنى الملحقية الثقافية السعودية في الخرطوم تعرض أمس الاول إلى اقتحام من قبل مجموعة مسلحة قامت بتخريب الأجهزة والكاميرات والاستيلاء على بعض ممتلكات الملحقية، وعطلت الأنظمة والخوادم.
وأعربت الوزارة، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس» امس، عن استنكار المملكة بأشد العبارات اقتحام مبنى الملحقية الثقافية في الخرطوم، داعية إلى احترام حرمة البعثات الديبلوماسية ومعاقبة الجناة. هذا، وتواصلت المعارك في السودان امس بين طرفي الصراع بالتزامن مع وصول مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في محاولة لإيجاد مخرج من الأزمة الحالية.
وأكد مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، عبر حسابه على موقع تويتر أنه وصل إلى السودان «لتأكيد التزام الأمم المتحدة تجاه الشعب السوداني». وأفاد سكان من العاصمة امس بسماعهم «أصوات اشتباكات ودوي انفجارات باتجاه مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان»، فيما أكد آخرون لوكالة فرانس برس بسماع «أصوات مضادات الطائرات الأرضية قرب المطار».
ومع استمرار التدهور، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من امتداد النزاع إلى دول الجوار، وقال إنه «من الضروري للغاية» ألا تنتشر الأزمة في السودان خارج حدوده وتهدد عمليات التحول الديموقراطي ومسار السلام في دول الجوار.
وقال غوتيريش للصحافيين في نيروبي: «الوضع الحالي غير مقبول على الإطلاق. يجب التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار». وأعرب عن «قلقه الشديد» بشأن امتداد النزاع إلى دول الجوار التي تمر بمشاكل سياسية ومراحل انتقالية، لاسيما تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان.