بيروت - بولين فاضل
من المفارقات اليوم أن الجمال الطبيعي البعيد من مبضع أطباء التجميل ما عاد أمرا مألوفا على الشاشات، لأن أساليب التجميل هي «تريند وماشية».
وبالرغم من ذلك، ثمة ممثلات قررن السير عكس التيار برفع لواء الشكل الطبيعي والبسيط وأولهن (عروس بيروت) أو كارمن بصيبص التي بجانب أدائها التمثيلي والعفوي، لا تزال على طبيعتها في الشكل والملامح بمنأى عن أي رتوش تجميلية. كارمن التي يثني كثيرون على جمالها الطبيعي تقول إنها تقدر كثيرا الممثلة التي تترك سماتها كما هي لكونها تحب أن ترى اختلافا في الشكل على الشاشة وملامح تشبه ملامح الناس العاديين. وتضيف كارمن: «أزعل حين أقع على ممثلة جميلة وقريبة من القلب بدأت تدخل تغييرات في شكلها بالذهاب الى عمليات التجميل. في المقابل، أفرح حين أرى الحاجبين على طبيعتهما والشفاه على طبيعتها وشكل الوجه على حاله. في الوقت نفسه، لست متطرفة في هذا الموضوع وإذا كان التجميل بمكان ما يمد المرأة براحة وثقة بالنفس، فأنا أويد ذلك لكنني أتحدث هنا عن المبالغة في التجميل خاصة لدى الممثلات».
الجمال البسيط
الممثلة رزان جمال التي اختارت بدورها الجمال البسيط والمعايير العالمية للجمال كونها تمثل في أوروبا والولايات المتحدة وليس فقط في الوطن العربي تلفت الى أنها تسمع من يقول لها «اشتقنا نشوف ممثلات بلا عمليات تجميل»، مضيفة أنها تحترم كل الخيارات وهي تؤيد أن تفعل المرأة ما تريده بوجهها وجسدها، غير أنها كممثلة اتخذت القرار بأن تكون على طبيعتها في الشكل ليكون بمقدورها ارتداء شخصيات مختلفة. وتتابع رزان: «هذا القرار لم يكن سهلا لي كوننا نرى عيوبنا أمام الشاشة ولكل منا عقده، ولهذا السبب أفهم كيف تبدأ الواحدة باللعب في شكلها ومن أين يأتي ذلك، لكنني شخصيا أنتمي الى معايير جمالية أخرى قد تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر».
معايير الجمال
وتتحدث الممثلة الكبيرة تقلا شمعون عن تشويه مفهوم الجمال في لاوعي فتيات ونساء العالم العربي، قائلة: إن معايير الجمال الاصطناعي هي خاطئة والمطلوب من الممثلات التأثير في لاوعي المشاهدات لمقاربة الجمال بمنظار آخر. وتضيف تقلا: «نحن بحاجة لعودة الجمال الطبيعي والحقيقي الى الشاشة والكف عن تقييم الجمال من منظار الشفاه المنتفخة والخدود العالية والحنك المنحوت بطريقة تجميلية وسائر التفاصيل المصطنعة».
رفض العمليات
والرؤية نفسها تنسحب على الفنانة هبة طوجي التي يطالعها منتجون ومخرجون بنصيحة تقضي بتجميل أنفها وانتزاع العظمة التي تشوبه، إلا أنها لا ترفض عمليات التجميل وحين تناقش الأمر مع زوجها الموسيقي ابراهيم معلوف، يكون جوابه بطرافة: «النهار يلي بتعملي فيه عملية تجميل، ما بعود أعرفك ورح طلقك». وتؤكد هبة أن ثقتها بالنفس نابعة من داخلها لا من شكلها الخارجي ولو أنها تسمع من يقول لها: «ما فيكي تكوني نجمة وما تشبهي الكل بالشكل».
أما هي فلا تفكر على هذا النحو وتعتبر عيوبها في الشكل مصدر غنى لا مصدر ضعف.
أما الفنانة كارول سماحة فتؤكد أنها ترفض اللعب بوجهها وهي تخشى عمليات التجميل وليس لديها هاجس قصد الطبيب كل أسبوع لنفخ وجهها من هنا ومن هناك، مشيرة في الوقت نفسه الى أن كل ما تفعله هو روتوش بسيطة من فيللر وبوتوكس، أما نفخ شفاهها قبل 12 سنة فهو أمر تندم عليه، كونها شعرت بأنها ما عادت تشبه نفسها.