شهدت الخرطوم معارك وغارات جوية رغم بدء سريان الهدنة «الهشة» التي تمتد أسبوعا بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي من المفترض أن تتيح خروج المدنيين وإدخال مساعدات إنسانية إلى السودان، فيما حذر وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الجنرالين المتصارعين على السلطة من فرض عقوبات اذا لم يلتزما بوقف اطلاق النار. وقال أحد المقيمين في الخرطوم لوكالة «فرانس برس» امس إن «قصفا مدفعيا متقطعا» يتردد في العاصمة. وبعدما دخلت الهدنة حيز التنفيذ رسميا، أفاد سكان آخرون في الخرطوم عن معارك وغارات جوية.
في المقابل، أفاد شهود في إقليم دارفور غرب البلاد بالتزام الطرفين بوقف اطلاق النار خصوصا في مدينتي الجنينة ونيالا حيث اشتدت وتيرة المعارك.
في الأثناء، حذر وزير الخارجية الأميركي الجنرالين المتنافسين في السودان بالالتزام بوقف إطلاق النار الأخير أو مواجهة عقوبات محتملة، وقال ـ في رسالة فيديو نشرتها السفارة الأميركية في الخرطوم ـ إن القتال كان «مأساويا، ولا معنى له، ومدمرا».
وأضاف أن الهدنة تهدف إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية والبنية التحتية التي دمرت في الاشتباكات، بحسب وكالة أنباء «أسوشيتد برس». وأشار إلى أنه تم إنشاء آلية بعيدة، بدعم من الولايات المتحدة، لمراقبة الهدنة، لجنة مراقبة تتكون من ثلاثة ممثلين من الأطراف المتحاربة، وثلاثة من اميركا، وثلاثة من السعودية. وقال بلينكن «إذا انتهك وقف إطلاق النار، سنعرف وسنحاسب المخالفين من خلال العقوبات والوسائل الأخرى»، مضيفا «سهلنا وقف إطلاق النار، لكن مسؤولية تنفيذه تقع على عاتق القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع». وأوضح وزير الخارجية الاميركي مخاطبا المدنيين «وحدها حكومة مدنية تنجح في تحقيق الاستقرار والأمن» في البلاد، مضيفا «يجب أن ينسحب جيشكم من الحكم». وتأتي تصريحات يلينكن، فيما أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في وقت مبكر امس إغلاق مستشفى جديد في الضاحية الكبرى للخرطوم، إذ أجبر موظفوه على التوقف عن العمل، لاسيما أنهم كانوا في مرمى النيران.
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر امس إن اللاجئين السودانيين يتدفقون إلى تشاد بوتيرة سريعة جدا ولدرجة يستحيل معها نقلهم جميعا إلى أماكن أكثر أمانا قبل بدء موسم الأمطار في أواخر يونيو، مشيرا إلى خطر وقوع كارثة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الأسبوع إن ما بين 60 إلى 90 ألفا فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلاع الصراع في السودان الشهر الماضي. وتكدس عشرات الآلاف في مخيم مؤقت بقرية بوروتا التي كان يتمركز بها بيير كريمر من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأسبوع الماضي.