بيروت - عمر حبنجر
دخل الاستحقاق الرئاسي اللبناني دائرة الاحتمالات الممكنة، في ضوء الاتصالات الواسعة بين فرقاء المعارضة اللبنانية، بعد إعلان رئيس «التيار الحر» النائب جبران باسيل، أن الحوار مع المعارضة يأخذ منحى إيجابيا.
بالمقابل اتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «فريقا سياسيا» بشنّ حملة على الحكومة، ومقاطعة الجلسات من دون تقديم تفسير منطقي لموقفه، متسائلا عما إذا كانت الحكومة تتحمل مسؤولية الشغور الرئاسي، أم النواب؟
والمقصود بهذا «الفريق السياسي» «التيار الحر» الذي وصل الأمر مع أحد نوابه، جيمي جبور، إلى حد وصف رئيس الحكومة بنعوت تتجاوز حدود اللياقة السياسية.
موقف «التيار» الإيجابي المستجد بقي موضع حذر شديد من قبل رئيس «حزب القوات اللبنانية» د.سمير جعجع الذي قال، في حديث لـ «النهار» البيروتية، إن المعطيات التي لديه تشير الى تبني جبران باسيل ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، لرئاسة الجمهورية، وطرح جعجع علامات استفهام حتى يشاهد باسيل، في المجلس النيابي، مقترعا لصالح أزعور، للتأكد، جديا، من المسألة.
وعن قضية حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، قال جعجع: لقد ظهر بأن الحكومة لا تريد القيام بأي إيجابيات، والأسوأ انها، في حال تعيين البديل، ستذهب إلى تعيينات أسوأ من الواقع الحالي، فالمجموعة الحاكمة ميؤوس منها، بفعل سيطرة «حزب الله»، منذ سنوات، على قرار الدولة، ويشكل تعطيلها التحقيق في انفجار مرفأ بيروت مثالا.
وحيال كل ذلك، فإن مصادر «التيار الحر» أكدت على إيجابيات التفاوض مع المعارضة بمعزل عن شكوك جعجع، وأشارت إلى خرق رئاسي محتمل، بدأ يترجم بتوافق على الأسماء.
ويدير المشاورات بين أطراف المعارضة النواب: فادي كرم عن «القوات اللبنانية»، جورج عطا الله عن «التيار الحر»، إلياس حنكش عن «حزب الكتائب»، ويشارك في هذه اللقاءات النواب: غسان حاصباني، جورج عقيص، ميشال معوض، غسان سكاف، وضاح الصادق، ميشال الدويهي ومارك ضو.
في غضون ذلك، واصل «حزب الله» العزف على إيقاع رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، حيث أعلن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أن فرنجية، يمكن ان يكون الخيار الطبيعي للرئاسة، لأنه يتمتع بصفات الرئاسة الوطنية الجامعة، وفرصه بالانتخابات تزداد أكثر من السابق، والجو الإقليمي ملائم للتفاهم على انتخابه، لكن هناك من يتعمد ويرفض الحوار والنقاش، وليست لديه المقدرة على أن يأتي بعدد واف من النواب ليفتح المواجهة، وهؤلاء يتحملون مسؤولية الإعاقة، بحسب رأي الشيخ قاسم.
المصادر المتابعة أبلغت «الأنباء» أن جهاد أزعور كان في بيروت، خلال اليومين الماضيين، وانه أجرى محادثات مع شخصيات سياسية رئيسية في الموضوع الرئاسي، وبينهم الرئيس نبيه بري، ثم غادر، صباح أمس السبت، إلى الرياض، للمشاركة باجتماعات صندوق النقد الدولي، وإجراء محادثات.
غير أن أوساطا سياسية، قريبة، نقلت عن مرجع حكومي قوله: «الكل يطالب بانتخاب رئيس الجمهورية، وليس بينهم من يريد انتخاب رئيس، وبالتالي مافي رئيس..».
في هذه الأثناء، أعلن المكتب الإعلامي، في بكركي، أن البطريرك الماروني بشارة الراعي سيتوجه الى باريس، الثلاثاء 30 مايو، تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإجراء محادثات معه، في إطار الجهود التي تبذلها فرنسا من اجل لبنان، وسيلتقيه ماكرون، في الساعة الرابعة، من بعد ظهر اليوم عينه، في قصر الإليزيه.
إلى ذلك، نقلت إذاعة «لبنان الحر»، الناطقة باسم «حزب القوات اللبنانية»، عن مصادر كنسية، ان «الراعي لن يتهاون مع إدارة ماكرون التي تصرفت بالملف الرئاسي اللبناني، وكأن بكركي غير موجودة، وأن الأحزاب المسيحية غير موجودة، وفضلت المصلحة مع إيران على مصالح المسيحيين واللبنانيين.
وفي سياق آخر، استنكر متروبوليت الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل إبراهيم من روما، حيث هو الآن، قرار حكومة تصريف الأعمال، بوضع المدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون بالتصرف، وإحالته على المجلس التأديبي، معتبرا القرار من ضمن سلسلة قرارات ظالمة بحق أبناء الطائفة الكاثوليكية..
وتردد أن جدعون رفض ان يوقع معاملة بناء لطلب وزيره جورج بوشكجيان، لم يقتنع بقانونيتها، فكان القرار بوضعه في التصرف، وكف يده عن وظيفته!..