بهدف التربية عن طريق المحاكاة، وإيصال المعلومة بشكل أفضل، استثمر بعض الأهالي الميزة التي يتمتع بها الأطفال في الاكتساب السريع للمعلومة وتكوين شخصياتهم منذ الصغر، في تعليمهم مناسك الحج من خلال اصطحابهم للحج، توجه الآباء في تعليم أبنائهم مناسك الحج من خلال اصطحابهم لأداء النسك، لما فيه من تعليم للطفل، وإدراكه لما يحصل حوله.
إن تعليم الأطفال مناسك الحج ليس بأن ينتقلوا من منى إلى عرفة ثم المزدلفة، والعودة إلى منى مجددا، إنما يقصد منه أن يتعلم الطفل أن العبادة فيها شيء من المشقة، وكلما كانت هناك مشقة أكثر كان الأجر مضاعفا، لافتا إلى أن هذا الأمر أيده النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو أمر محمود.
التربية بالمحاكاة: من الأساليب التربوية للأطفال، وهي عظيمة النفع، فالتربية بالقدوة أو ما يمكن تسميته (التربية بالمحاكاة)، من المقرر عند الفقهاء، وهو محل اتفاق صحة الحج من الصبي، وله في ذلك أجر كما هو الحال بالنسبة للوالدين اللذين اصطحبا معهما طفلهما للحج.
بحيث إن ذلك الطفل إذا بلغ مبلغ الرجال فإن عليه أن يؤدي فريضة الحج، ومن الأدلة على صحة حج الطفل الصغير ولو لم يكن مميزا، حديث تلك المرأة التي رفعت للنبي، صلى الله عليه وسلم، صبيا صغيرا، قالت «يا رسول الله ألهذا حج؟ قال: نعم ولك أجر».
من أراد اصطحاب أطفاله معه لأداء مناسك الحج، فعليه أن يأمر الطفل بإتيان جميع ما يتعلق بالمناسك كالإحرام، والتجرد من المخيط، وأن يمنعه من محظورات الإحرام المعلومة عند الفقهاء، إضافة إلى أن يطوف ويسعى به إلى آخر أعمال المناسك، بهدف حصول الطفل على الأجر والمثوبة، وإلا فلا يشغل نفسه ولا طفله بأعمال المناسك.