تتسارع التحركات السياسية للشقيقة المملكة العربية السعودية لتحسين الأوضاع وتهدئة المشاحنات والمواقف السياسية بين دول الشرق الأوسط، حيث زار صاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فرنسا لإجراء لقاءات سياسية مع الرئيس الفرنسي وبحث الأوضاع المضطربة في لبنان وفلسطين.
وتعتبر هذه الزيارة من قبل المسؤول السعودي الكبير تاريخية في إطار تحسين العلاقة بين البلدين وإجراء تفاهمات حول مختلف قضايا المنطقة، وقد ترك المسؤولان الفرنسي والسعودي انطباعا جيدا حول محاولة إيجاد حلول لإزالة التوترات في المنطقة، وأشارا إلى ضرورة وضع حد للفراغ في لبنان الذي يعاني من الخلافات المعقدة.
على جانب آخر، قام وزير الخارجية السعودي بزيارة تاريخية لإيران، إذ عقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عدة اجتماعات مع المسؤولين الإيرانيين في محاولة لإيجاد تفاهمات حول مختلف القضايا التي تتسبب في خلق الخلافات والبلبلة في المنطقة.
ويبدو أن الوزير السعودي استطاع أن يوجد عدة تفاهمات مع الجانب الإيراني، حيث صرح الوزير فيصل بن فرحان قائلا: نأمل انعكاس العلاقات إيجابا على المنطقة والعالم، لا شك أن فتح آفاق في العلاقات مع الجارة إيران يسهم في تخلص المنطقة من الخلافات الحادة بسبب أسلحة الدمار الشامل، كما أكد الجانبان على أهمية خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، ونعتقد أيضا أن الوزير السعودي أكد على تعهد إيراني بعدم التدخل في البلاد العربية، وتكاد الأمور تتحسن للأفضل في العلاقات العربية - الإيرانية، وهذه من الأمور الأكثر حساسية، حيث اتفق الجانبان على عودة العلاقات السعودية- الإيرانية، والتي لا شك ستنعكس على إقامة علاقة يسودها التعاون الشامل بين دول الخليج العربي وبقية الدول العربية، وذلك يعني تحسن العلاقات مع إيران من خلال التعاون في المجال التجاري والاقتصادي.
وكان هناك صدى قبول وترحيب بما تم بين الجانبين من خلال تصريح رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشورى السعودي د.فايز الشهري، الذي قال إن تبادل الزيارات بين البلدين خلال الأيام المقبلة وعودة العلاقات سيمهدان لوضع إقليمي أفضل، كذلك قال علي رضا عنايتي نائب وزير الخارجية الإيرانية الذي عينته طهران سفيرا لها في السعودية: ان العلاقات الإيرانية- السعودية ائتلاف من أجل السلام والتنمية وعودتها إلى مسارها الطبيعي، وأن زيارة الوزير السعودي لطهران هي حلقة أخرى من نجاح سياسة حكومتنا القائمة على حسن الجوار.
ونحن أعضاء مجلس التعاون الخليجي يهمنا التفاهم الشامل بين إيران والسعودية، والذي سينعكس على إقامة علاقات طيبة مع دول مجلس التعاون تتبعها مستقبلا العلاقات العربية - الإيرانية، ولابد أن نشيد بما قامت به الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأن ندعم تلك الجهود التي يبذلها الأمير محمد بن سلمان في إيجاد جو التفاهم بين إيران والدول العربية وفتح آفاق التعاون الاقتصادي الذي سيكون مردوده طيبا على العلاقات التجارية بين السعودية والعرب وإيران.
آية كريمة: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير»).
والله الموفق.