بيروت ـ جويل رياشي
اختارت شركة بيبلوس للتعهدات الكهربائية، المشغلة لخدمة المولد في ساحل بلاد جبيل وعدد من بلدات القضاء، اليوم الأخير من شهر يونيو وبداية شهر يوليو، حيث تبلغ درجة الحرارة ذروتها، لتطبيق تقنين قاس على التيار الكهربائي الذي تزود به المشتركين من «خدمة المولد».
جاء الإعلان في بيان على الصفحة الرسمية للشركة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد حجبت الشركة إمكان التعليق من قبل الراغبين على صفحتها، لمعرفة القيمين عليها مسبقا أن التعليقات لن تتضمن إلا انتقادات قاسية لخطوات الشركة.
تجدر الاشارة إلى أن بيبلوس للتعهدات الكهربائية، من مجموعة «كهرباء جبيل» مالكة امتياز توزيع الكهرباء في القضاء منذ خمسينيات القرن الماضي، من أيام جوزف باسيل والد المالك الحالي ايلي باسيل.
العذر المكرر للشركة تعرض الشبكة لاعتداءات من عدد من المشتركين، اي «سرقة» الكهرباء، وإلحاق خسائر مالية بالشركة. وكان الرد بفرض تقنين قاس على مشتركين لم يتخلفوا في غالبيتهم يوما عن دفع فاتورتين مزدوجتين للشركة: فاتورة الكهرباء العادية، وتلك العائدة إلى المولد.
في العام الماضي، تذرعت الشركة بالحرص على «جيوب الناس»، وذكرت في بيانات عدة لها أن التقنين يأتي بداعي تجنيب المواطنين كلفة الفواتير العالية. وكان الرد من المشتركين: نحن ندفع، ومن حقنا الحصول على الخدمة.
انتهى عهد التقنين في غالبية المناطق اللبنانية، حتى في تلك التي تتحكم بها «مافيا المولدات»، إلا أن الأمر في جبيل بقي أسير قرارات أحادية، لشركة لم تراع حقوق المشتركين، بعدم أخذ رأيهم في عقد موقع من قبل طرفين، ذلك أن الشركة فرضت على مشتركيها في الكهرباء العادية، إجراء معاملات خاصة بخدمة المولد.
وكانت الشركة انطلقت في عالم المولدات، من خلفية امتلاكها الشبكة الخاصة بالامتياز، فتشددت في منع أصحاب مولدات الأحياء الصغيرة استعمال شبكتها وأعمدتها في سبيل إيصال الكهرباء، وألزمتهم لاحقا وضع مجموعات كهربائية خاصة في الأبنية بعيدا عن مجموعاتها المدفوع ثمنها من قبل المشتركين أنفسهم.
الصيف الماضي، وفي الدقيقة الأخيرة قبل انطلاق الموسم السياحي، أعلنت الشركة خفض ساعات التقنين، تشجيعا للموسم السياحي، ولدعم وزير السياحة ابن مدينة جبيل وليد نصار.
تبين لاحقا أن التقنين موزع بحسب المناطق، فـ «تدبر» عدد من المشتركين أمورهم بتركيب أنظمة طاقة شمسية خاصة بتوليد الكهرباء، فيما استعان آخرون بالبطاريات الذكية، التي تتم تعبئتها من كهرباء الشركة نفسها، اي بدفع الأكلاف، من دون التعرض لقطع الكهرباء.
ويجمع عدد من المواطنين في جبيل وعمشيت على أن غاية الشركة من التقنين تجارية «انطلاقا من برنامج التقنين حيث يخف الاستهلاك ليلا بين ما بعد منتصف الليل والفجر ويقتصر على تشغيل وحدات تبريد صغيرة. ويتكرر التقنين بعدها صباحا بفارق ساعتين، حيث الناس في أعمالهم، ويخف الاستهلاك».
«نموذج كهرباء جبيل لا يشجع على الخصخصة، ونفضل التعامل مع قطاع حكومي أو مولدات الأحياء، ذلك لإمكانية المراجعة مع الشركة هنا»، بحسب عدد من المواطنات شكوا من عدم نوم أطفالهم ليل الجمعة/ السبت جراء قطع الكهرباء أربع ساعات متواصلة ليلا.
في الساعات القليلة الماضية، حاولت الشركة التراجع عن خطوتها وامتصاص النقمة، بـ «سرد» بيانات على صفحتها تشكر فيها عدد من رؤساء البلديات على تعاونهم، مشيرة الى تخفيف برنامج التقنين في هذه البلدة ورفعه بالكامل في بلدة أخرى.