بيروت ـ عمر حبنجر
شيّعت بلدة بشري ضحيتيها هيثم ومالك طوق عصر أمس، وسط حداد عام وحشد شعبي وعسكري ـ أمني، واستنفار سياسي لاحتواء الجريمة ووأد الفتنة، في حين تجاوزت التوقيفات العشرين شخصا بينهم نائب رئيس بلدية بقاعصفرين.
وغيبت حادثة القرنة السوداء المختلف عليها من حيث الانتماء العقاري بين بلدتي بشري وبقاعصفرين، ملف الانتخابات الرئاسية والتطورات المالية والمصرفية لليوم الثاني على التوالي.
وسير الجيش دوريات آلية وراجلة في مناطق الاحتكاك المحتملة من باب الاحتراز، وتعالت التصريحات الشاجبة للجريمة من جميع الاطراف مقرونة بدعوة القضاء ومن خلفه الحكومة، الى حل النزاع بين البلدتين بالتي هي احسن.
ودعت قيادة الجيش جميع المسؤولين الى التحلي بالمسؤولية، وضبط النفس والحرص على السلم الاهلي، وعدم الانجرار وراء الشائعات وعدم استباق التحقيقات، مؤكدة ان الجيش يحقق بالموضوع تحت اشراف القضاء.
نائبا بشري ستريدا طوق جعجع وملحم طوق أكدا في بيان مشترك، على ضرورة التعاطي بحكمة وضبط النفس وعدم إطلاق الرصاص اثناء التشييع. وأشار البيان الى ان المنطقة المتنازع عليها في القرنة السوداء هي ملك لبلدية بشري.
من جهته، نائب طرابلس فيصل كرامي طمأن الى سلامة الوحدة الداخلية والسلم الاهلي، في ضوء الوعي الذي تحلى به الجميع. وعن الكلام حول إنضاج الملف الرئاسي من خلال افتعال ازمة امنية، قال كرامي لاذاعة «صوت كل لبنان»: اذا كان هذا الامر صحيحا فقد دفناه في مهده، وطالب الحكومة بحل الخلافات العقارية في الجرود، منتقدا سياسة التمييع، رافضا الربط بين حادث القرنة السوداء والملفات الخلافية بين بشري والضنية.
بدوره، عضو مكتب المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق قال في احتفال تأبيني في الجنوب، ان حبل الاصطفافات والتقاطعات الظرفية قصير، وسرعان ما تسقطه الظروف.
رئاسيا، مازالت دعوات الحوار متوقفة عند حواجز الشروط المتبادلة بين المعارضين والمانعين، والطرفان بانتظار عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بآلية جديدة لتقريب وجهات النظر لإنهاء الفراغ القائم، اضافة الى ترقب داخلي لاجتماع الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني، وتضم الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية ومصر وفرنسا وقطر في الدوحة، للاطلاع على تقرير لودريان عن نتائج زيارته الاولى الى بيروت.
مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري قالت ان كل شيء مجمد منذ ان انتهت الجولة الاولى من مهمة الموفد الفرنسي، وان رئيس المجلس ليس في وارد توجيه الدعوة الى جلسة جديدة.
«حزب القوات اللبنانية»، وفي تقريره ليوم امس الاثنين، قال ان «ثنائي حزب الله وحركه امل» لا يريدان انتخابات رئاسية اليوم، لان الانتخابات الآن تعني التراجع عن مرشحهما والتقاطع على مرشح ضمن المساحة المشتركة والتوافقية.
وأكثر من ذلك، يقول نائب رئيس «حزب القوات اللبنانية جورج عدوان، في حديث تلفزيوني، حول التحرك الفرنسي ان التدخل الوحيد المطلوب من فرنسا هو تنشيط الحراك الدولي لمنع التدخل الايراني في لبنان، عبر وقف تسليح «حزب الله»، وعدا ذلك شأن سيادي لبناني . واضاف: لسنا ننتظر شيئا من لودريان، ونحن ضد أي تدخل خارجي في الشأن اللبناني.
وعلى هذا الصعيد، غرد سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري قائلا: يؤكد اريك هامر ان القدرة على ادارة الازمات واحتوائها ليس حكما بالسيطرة عليها بعد وقوعها بل بالقدرة على صناعة المستقبل واستشراف تجنب العديد من التحديات التي تعترضنا اذا كنا مستعدين للتطلع الى الامام، وقال: الطريق الوحيد للتنبؤ بالمستقبل هو ان تكون لديك القدرة على صنعه.
حكوميا، انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نهاية هذا الشهر تشغل الجميع، على مستوى السلطة السياسية. وفي هذا السياق، عاد من الولايات المتحدة النائب الاول للحاكم وسيم منصوري، المؤهل لتسلم حاكمية «المركزي»، بعد ان التقى المسؤولين في وزارة الخزانة الاميركية ومكتب مكافحة تبييض الاموال والمعنيين بالملف المصرفي في لبنان، ونقل عنه انه لمس عدم اعتراض الاميركيين على توليه مهمات الحاكم.