يقتبس الفيلم بشكل فضفاض حبكة قصص «Flashpoint» المصورة وهو يبدو نسخة أكثر تركيزا وتحديثا جديرا للمادة المصدر من 2011، حيث يندفع «باري» (إزرا ميلر) لاستخدام قدرته المكتشفة حديثا في السفر عبر الزمن للتراجع عن أكثر الأحداث المؤلمة في حياته مثل مقتل والدته عندما كان طفلا، يستخدم الفيلم قواعد سفر عبر الزمن شبيهة بسلسلة أفلام «Back to the Future»، ويصبح قصة حول شخصيتي باري آلين اثنتين، وشخصيتي باتمان اثنتين، وتصادم نسختين من استمرارية أفلام «DC» يتبع ذلك معضلة أخلاقية صادقة ومضحكة بشكل غير متوقع حيث يجب على «باري» إصلاح ما تسببت به أفعاله الأنانية والمؤلمة، وينجح الفيلم في سرد قصة تتضمن قصة منشأ «فلاش» بالكامل من دون أن يكون قصة منشأ تقليدي.
إنه لمن المثير للإعجاب أن «The Flash» لايزال قادرا على تنفيذ كل ذلك، لأنه بالنسبة إلى فيلم يسمى «The Flash»، فإن هناك بالتأكيد الكثير من باتمان فيه. على الرغم من أنه لا يتوانى عن تقديم الكثير من مشاهد الاكشن الطويلة بلا داع لباتمان والعديد من الإشارات الواضحة لأفلام «Batman» من تيم بيرتون، إلا أنها تطغى على قصة «باري»، وتتناقض شخصيتي باتمان بشكل كبير لإبراز محنة «باري»، حيث تتحدث شخصية «بن آفليك» أنه لا ينبغي إزالة الندوب لأنها تجعلنا من نحن عليه، في حين تعترف شخصية «مايكل كيتن» أن هناك جاذبية وراء فكرة القدرة على التراجع عن كل هذا الألم. هناك الكثير من القواسم المشتركة بينهما نظرا لأنهما رجلان تيتما بسبب العنف وهما طفلان، وبالتالي يوفران لـ «باري» نقاشات فلسفية عميقة ليفكر بها، كما يبدو «آفليك» أكثر راحة بدور باتمان وبروس واين مما كان عليه يوما مع أداء (قد يكون الأخير) يمتاز بالجدية والحزن مع لمسة محسوبة جيدا من حس الفكاهة الجافة.
أما «كيتن» من ناحية أخرى فهو يجسد شخصية «بروس» المسن بأداء متحفظ (لدرجة أكثر من اللازم أحيانا) كما لو كان مترددا في ترديد العبارات الشهيرة لشخصيته (وبعض العبارات غير الشهيرة أيضا فقط من دون سبب) للجمهور المتعطش للحنين إلى الماضي، لكن مشاهد الآكشن لشخصية «كيتن» هي على النقيض من ذلك تماما، حيث نشاهد باتمان يقاتل بشكل لم يسبق له مثيل بفضل المؤثرات الخاصة العصرية. من ناحية، إنه لأمر رائع أن نراه يرمي الـ «Batarang» ويتحرك بالأرجاء مثل الخفافيش الخارجة من الجحيم، ولكنه أيضا يبدو كرتونيا أكثر من اللازم عندما نعرف جميعا أن «كيتن» في السبعينيات من عمره. وهذا يبدو كفرصة ضائعة، ألا نعترف بوجود باتمان كبير السن ونستكشف كيف يمكن لبروس عجوز أن يبقى باتمان بالرغم من سنه، خاصة لأنه لا يوجد الكثير من الدوافع لشخصيته بالمقام الأول.
للأسف فإن سوبرغيرل التي نلتقي بها في هذا العالم المعقد تبدو كأداة لدفع الحبكة أكثر من كونها شخصية متكاملة، ومن المؤسف أن نشاهد دورها بالقصة يتحول إلى حبكة تقليدية مبتذلة. لكن يجدر القول إن الممثلة ساشا كالي تتألق بقدر ما تستطيع نظرا لطبيعة دورها السطحي، وتتمكن من ترك انطباع بشخصية «كارا زور إيل» الواهمة التي تحمل ضغينة مفهومة ضد الإنسانية.
تلعب كل هذه الشخصيات أدوارا رئيسية، ولكن هذه هي المرة الأولى التي نشاهد فيها «باري» في فيلم يتمحور حوله، ويهتم المخرج موشيتي باستعراض قوى البطل الشهيرة بأسلوب ضخم ورائع. في حين صور المخرج زاك سنايدر السرعة الفائقة بالحركة البطيئة، فإن مومشيتي يجعلنا نشعر بمدى سرعته من المرة الأولى التي يتخذ فيها فلاش وضعيته القوية وينطلق مسرعا.
هناك في بعض الأحيان تفاصيل حميمية أكثر من اللازم في طريقة تصوير قوى فلاش. سرعان ما نرى أن امتلاك هذا النوع من السرعة ليس سهلا كما يبدو، ونكتشف كيف يتعامل باري مع أشياء مثل حرارة الاحتكاك وما يحدث لملابسك عند المرور من خلال مادة صلبة، مما يجعلنا نقدر مدى ذكائه وحنكته.