دمشق - هدى العبود
حصدت الفنانة السورية وفاء موصللي جائزة «أفضل ممثلة سورية» عن أعمالها الفنية بمهرجان «أفضل» الدولي بدورته السادسة والمقامة بالعاصمة اللبنانية (بيروت) عما قدمته من أعمال فنية مميزة، وذلك بحضور عدد كبير من نجوم الفن في العالم العربي.
وكانت موصللي بطلة من أبطال مسلسل «حارة القبة» للمخرجة رشا شربتجي، إضافة لحضورها المميز عبر مسلسل «كرزون» للمخرج رشاد كوكش، ومن بعده العمل المشترك «صالون زهرة» مع عدد من فناني سورية ولبنان.
وعن أعمالها الفنية الجديدة، قالت موصللي لـ «الأنباء»: شاركت في سلسلة من الحكايات المتصلة المنفصلة في مسلسل «طالبين القرب» وتضمنت الحلقات خفايا «العنوسة عند الصبايا» بمعنى من فاتهم قطار الزواج، وفي كل حلقة كنا نتطرق لمشكلة اجتماعية تتم مناقشتها بقالب كوميدي لطيف جدا، جسدت حياة سيدة تدعى «فتون» اتسمت الشخصية بأنها محبة للآخرين و«رايقة» أثناء الحوار مع الأصدقاء، و«فتون» سيدة متزوجة تعيش في الخليج العربي لكنها تعود من وقت لآخر للمدينة التي ولدت وتربت فيها، تجالس صديقاتها أيام المدرسة والحارة، وتسأل عن أحوالهم والسؤال عن العقبات التي تمر بحياتهم، كما تشعر بالراحة والفرح عندما تكون أخبارهم وحياتهم تسير بشكل جيد، وتناقش صديقات لها لم يتزوجن بعد عن أهمية الرجل بحياة الفتاة والشراكة الزوجية، والعمل رائع من إخراج عمار تميم وتعتبر سلسلة مسلسل «طالبين القرب» عمل مودرن.
وتابعت: لدي مسلسل «عزك يا شام» وهو بيئة شامية، عبارة عن حلقات متصلة منفصلة، يتحدث عن حكايا الحواري الدمشقية العتيقة، وكما هو متعارف عليه في الوسط الفني والاجتماعي فأعمال البيئة الشامية هي من اختصاص وفاء موصللي، باختصار هنا ملعبي، وحاليا نصور حلقات العمل وهو من تأليف وسيناريو نادين خليل، إخراج رشاد كوكش، وأقدم فيه دور «أم هلال»، كما أن هناك شخصيات أساسية متواجدة بكل الحلقات، لكن في كل حلقة يتواجد نجم أو نجمان أبطال الحلقة، وهذه الأعمال التي تصور حاليا ستعرض قريبا، وأريد أن اشير الى أن أعمال الموسم الرمضاني لعام 2024 لم تبدأ بعد.
وعن نشاطاتها الخيرية والتطوعية، قالت موصللي: شاركت بأعمال خيرية تطوعية قبل عيد الأضحى المبارك، قمنا بتوزيع ملابس العيد على الأطفال الأيتام والفقراء والمحتاجين، وكانت فعالية جميلة جدا قريبة من القلب نظرا للشعور الإنساني الذي ينتاب الإنسان وهو يزرع البسمة على وجوه أولئك الأطفال الذين ظلمتهم الحياة، واكتسبنا القوة والسعادة والعطاء منهم، أصبحنا نبحث بين هؤلاء الناس الذين فرحت قلوبهم بتواجدنا بينهم عن سعادتنا نحن، لقد أفرحوا قلوبنا كما أفرحنا قلوبهم، كما شاركنا بفعاليات متلازمة داون للأطفال «التوحد»، لا أستطيع أن أصفهم الا بـ«طيور الجنة»، لعبنا معهم، كانوا سعداء معنا وكنا سعداء معهم، هم من أعطونا السعادة وأعادونا لطفولتنا من خلال براءتهم وبياض قلوبهم الصغيرة، ولم تغفل مؤسسة الإسعاف الخيري عن برنامج خصصته لزيارة الأطفال الأيتام من الذكور، لا تتخيلوا الكادر الذي يقوم على رعايتهم وتعليمهم، هذا الكادر ساهم في تطوير مهاراتهم، كما قمنا بزيارة مؤسسة «دفا» التي تحتضن الطفلات اليتيمات والمتسربات من المدارس ولا معيل لهن، وأنا شخصيا ساهمت بإيصال اكثر من فتاة مشردة لهذه الجمعية المعطاءة التي لا تبخل عليهن بكل متطلبات الحياة الكريمة، كما قمنا بزيارة دار المسنين واطلعنا على حياتهم ورقصنا معا، وكنا سعداء واستمعنا لمشاكلهم وهمومهم وساهمنا في حلها على قدر المستطاع، هذه الأعمال التطوعية قمت بها مع صبايا وشباب عاشوا فترة الحرب السورية المقيتة، هذا الجيل كان من المفترض أن يكون محبطا لكنهم حقيقة كانوا على قدر عالي من الإدراك والوعي وأعتبرهم أبنائي.
وحول أخبارها الصحية بعد اجرائها عملية القلب المفتوح قالت: بداية كان من المفترض أن أكون حاليا في دبي من أجل تصوير مسلسل «ترانزيت» مع المخرج باسل السلكا الذي خصني بدور بطولة، هذا العمل يحمل في طياته الكثير من الأحداث الشيقة والممتعة، لكن كان قلبي لي بالمرصاد، لقد خذلني من خلال الروماتيزم الذي عاش بثناياه سنوات طويلة نظرا لإجرائي عملا جراحيا في طفولتي تمثل باستئصال اللوزتين، وتمت عملية القلب المفتوح بتبديل الصمام التاجي واستبداله بصمام معدني، استبدل من حمل هموم وأحزان وأفراح كل الناس أعواما طويلة، نعم تعب قلبي ولم يتحمل ضغط السنوات العجاف منها والحلوة.
وأردفت: عندما كنت أجسد أدواري المحزنة والمفرحة ساعية الى تزويد مشاهدي ومحبي الفن السوري حقيقة قد يغفلها الكثيرون وهي أن الفنان عندما يؤدي الدور يبكي من قلبه ويفرح من قلبه وقد يرافقه الدور ربما أشهر ليستطيع الخروج منه، وهنا تحضرني والدتي وهي تتحدث لإخوتي ولصديقاتها عندما غادرت دمشق متجهة الى العاصمة الروسية لاستكمال دراستي من أجل الماستر، تدريب ممثل وإخراج مسرحي، وابنتي حملها طائر معدني بارد أبعدها عن قلبي، وسيعيدها طائر معدني دافئ، لكنه سيعيدها لي بشهادة عليا نعتز بها جميعا خاصة أنا كأم، واليوم صمام مصنع من المعدن أعاد نبض الحياة لي من خلال كادر أتقن عمله وكانت حياة ملايين الناس أمانة بين أياديهم الرحيمة، وأخص بالشكر الطبيب العالمي بشار عزت والكاست الطبي الذي قدم لي كل أنواع الرعاية الصحية والنفسية.
وأضافت: بأقل من خمسة وعشرين يوما شاركت في مهرجان يوم التراث بمدينة الموصل في العراق، وكانت لي مداخلة عن التجربة السورية في توريث الدراما، شاركني هذا النشاط النجمان أيمن زيدان وعباس النوري، كما شاركت بعدة فعاليات في العراق الشقيق.
وختمت وفاء بالقول: أشكر جمهوري من الكويت الشقيقة خاصة متابعي صحيفة «الأنباء» الكويتية بكافة تنوع مواقعها، وأخص «الأنباء» الإلكترونية لسؤالهم عن صحتي وتمنياتهم لي بدوام الصحة والعافية، كما أشكر من خلال صحيفتكم ابنتي المهندسة الفنانة نايا الأندلس لإهدائها لي كتيبا صغيرا مضمونه كيفية الاهتمام بصحتي، دونت فيه ساعات تناول وجبات الطعام بأوقات محددة باليوم، مع توقيت قياس الضغط والاكسجة صباحا ومساء، وأوقات تناول الأدوية بثوانيها، بالإضافة الى التمرينات الرياضية التي وصفها الطبيب، وكتبت «ماما خدي الدواء رجاء» هذا الحدث العفوي ترك بقلبي أثرا كبيرا، وأتوجه لمحبي وفاء موصلي ولكل من يقرأ ما صرحت به، ولـ «الأنباء» محبتي وتقديري، ولكل من سأل عن صحتي أقول لكم «بحبكم أينما كنتم».