بيروت - داود رمال - منصور شعبان
قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، «إن توقيت الاشتباكات الفلسطينية قي مخيم عين الحلوة، في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين. كما أن تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها».
وأضاف: إن هذه الاشتباكات مرفوضة لعدة أسباب، أولها أنها تكرس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة، وهذا أمر مرفوض بالمطلق ويتطلب قرارا صارما من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة.
كما أنها «تشكل ضربة في صميم القضية الفلسطينية التي سقط من أجلها آلاف الشهداء وقدم لأجلها الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام في الوطن والشتات».
وتابع: «إننا نطالب القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن الى السلطات اللبنانية، وهذا هو المدخل الطبيعي لإعادة بسط الأمن والاستقرار داخل المخيم وفي محيطه، كما في سائر المخيمات الفلسطينية بلبنان. كما نطلب من الجيش والأجهزة الأمنية ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء.
وختم: «ان الحكومة جاهدة لتحسين ظروف عيش اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عبر إقرار الإستراتيجية الوطنية للاجئين الفلسطينيين، إلا أنه على كل الجهات الفلسطينية المعنية أن تنهي ظاهرة الاشتباكات المتكررة».
وكان مخيم عين الحلوة شهد ليل أول من أمس توترا أمنيا رافقه انتشار كثيف للمسلحين بين منطقتي الصفصاف والبركسات، إثر إطلاق النار من الملقب بـ «الصومالي» على الناشط الإسلامي «أبوقتادة» عند سوق الخضار، وسط المخيم، ما أدى إلى إصابته بقدمه.
وأعقب العملية إطلاق رشقات من أسلحة رشاشة متوسطة وقنابل يدوية وانفجار قذائف صاروخية، سجل خلالها سقوط قتيل وعدد من الجرحى بينهم طفلتان نقلوا إلى مستشفى النداء الإنساني بالمخيم للمعالجة، ورافقت أجواء التوتر حركة نزوح لعدد من العائلات في اتجاه منطقة الفيلات المجاورة، كما أجريت اتصالات مكثفة لوقف إطلاق النار وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
وكان بدأ الاشتباك ليل امس الأول بين عناصر من «فتح» وأخرى من «عصبة الأنصار»، وذلك إثر إطلاق النار من «الصومالي» وهو من «فتح» على الشخص المعروف باسم «أوقتادة» وأصابه في رجله، واستخدمت في الاشتباك قذائف «آر بي جي» وقنابل يدوية، وتساقط الرصاص الطائش على شوارع صيدا.
هذا، وقد هدأت الاشتباكات صباح امس، ثم استؤنفت في وقت لاحق، وعزز الجيش اللبناني مواقعه في محيط المخيم لمنع تمدد الاشتباكات إلى خارجه.
لاحقا، وردت معلومات من داخل المخيم تشير إلى مقتل مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبوشرف العرموشي في كمين مسلح، داخل المخيم وأصيب عدد من مرافقيه والعرموشي من قادة «فتح» في المخيم.