قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس إن موسكو مستعدة للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود بمجرد وفاء الغرب بالتزاماته فيما يتعلق بصادرات الحبوب الروسية.
وقال «الكرملين»، في بيان، ان ذلك جاء خلال اتصال هاتفي اجراه بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان امس، مضيفا في بيان «تمت الإشارة إلى أنه في حالة عدم إحراز أي تقدم في تنفيذ الجزء الخاص بمطالب روسيا في اتفاق الحبوب، يفقد تمديده الإضافي أي معنى».
وتابع أن روسيا مستعدة للعودة إلى الاتفاق «بمجرد وفاء الغرب فعليا بجميع الالتزامات تجاه روسيا» المدرجة في الاتفاق.
وطلب بوتين من اردوغان دعم تركيا لتصدير موسكو الحبوب وتاليا كسر العقوبات الغربية المفروضة عليها، مبقيا على رفضه إحياء اتفاق تصدير الحبوب.
وقال مكتب أردوغان إن الرئيس التركي أكد أهمية تجنب أي تحركات قد تعرض استئناف اتفاق الحبوب في البحر الأسود للخطر، واصفا الاتفاق بأنه «جسر للسلام». وأضاف مكتب أردوغان أن الرئيسين اتفقا أيضا على أن يزور بوتين تركيا.
وذكر الرئيس التركي أن الدول الفقيرة والمحتاجة للحبوب يصيبها الضرر الأكبر جراء توقف العمل بالاتفاقية، مشيرا إلى أن أسعار الحبوب، التي انخفضت بنسبة 23% عالميا في فترة سريان الاتفاقية، ارتفعت بنسبة 15% في الأسبوعين الأخيرين.
ودعا اردوغان بوتين إلى تجنب أي «تصعيد» في البحر الأسود في إطار النزاع مع أوكرانيا، حسبما ذكرت الرئاسة، وطلب «عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها تصعيد التوتر في الحرب بين روسيا وأوكرانيا».
وردا على سؤال حول هذه التعليقات، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ضرورة احترام الغرب للجزء الخاص بالصادرات الروسية في الاتفاق.
ميدانيا، قالت وكالة الإعلام الروسية الرسمية امس إن الضربات الروسية على ميناء إسماعيل الأوكراني طالت الميناء وبنية تحتية متعلقة بالحبوب يوجد بداخلها مرتزقة أجانب وعتادا عسكريا، فضلا عن ساحة لإصلاح السفن تابعة للبحرية.
جاء ذلك نقلا عن سيرغي ليبيديف الذي وصفته الوكالة بأنه منسق لمجموعة سرية في مدينة ميكولايف الساحلية الأوكرانية ولديه مصادر في ميناء إسماعيل الرئيسي في أوكرانيا الواقع في الجهة المقابلة من رومانيا على نهر الدانوب.
ونقلت الوكالة عن ليبيديف قوله إن روسيا شنت ثماني ضربات منفصلة على ميناء إسماعيل وإنها استهدفت محطة نفطية وساحة لإصلاح القطع البحرية الأوكرانية ومبنى ميناء يعتقد أن به قوات أجنبية ووحدة لتخزين الحبوب ومبنى شاهقا يضم عتادا عسكريا أجنبيا.
ولم يتسن لـ «رويترز» التحقق من تأكيدات ليبيديف.
وفي مقطع مصور نشرته السلطات الأوكرانية، يظهر رجال إطفاء على سلالم وهم يكافحون حريقا هائلا في مبنى متعدد الطوابق. كما دمر عدد من المباني الكبيرة الأخرى وانسكبت الحبوب من صومعتين على الأقل بعد أن تعرضتا لأضرار.
في المقابل، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي امس موسكو باستهداف البنية التحتية للحبوب بعد أن هاجمت طائرات مسيرة روسية مدينة ساحلية.
وكتب زيلينسكي على قناته على تطبيق «تليغرام»: «استهدف الروس مرة أخرى الموانئ ومنشآت الحبوب والأمن الغذائي العالمي، يجب على العالم أن يرد على ذلك».
من جانب آخر، أعلنت موسكو امس بدء مناورات بحرية تشمل عشرات السفن الحربية في بحر البلطيق الذي تحده بشكل أساسي دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تعتبره موسكو تهديدا وجوديا.