النزاع والشقاق بين الآباء والأمهات يعتبر من العوامل الأساسية التي تؤدي الى الانحراف والفساد، فاحتدام النزاع واستمرار الشقاق ما بين الأب والأم أمام الأولاد يجعلهم يهربون من هذا الجو الموبوء والبحث عن رفقاء لقضاء الوقت معهم فيسرف الابن في مخالطتهم، فإذا كانوا قرناء سوء ورفقاء شر فإنه سيدرج معهم على الانحراف والفساد ويتدنى بهم الى أرذل الأخلاق وأقبح العادات ويصبح أداة خطر وبلاء، فالطلاق من العوامل الأساسية التي تؤدي غالبا الى انحراف الأولاد لما يصحبه من تشتت وفراق، فحينما لا يجد الابن الأم التي تحنو عليه ولا الأب الذي يقوم على أمره ويرعاه فإنه سيندفع نحو الجريمة ويتربى على الفساد والانحراف فقد حرم عناية وتربية الوالدين، فالأسرة هي الخلية التي تربي أصول النزوع الاجتماعي في الإنسان وهم يعيشون في بيت واحد تجمعهم المحبة والود والتفاهم. فالطفل حين ينشأ يتأثر بما يراه عن طريق المحاكاة والتقليد فيرى أبويه يقرآن القرآن ويقيمان الصلاة ويصومان رمضان وغير ذلك من الشعائر الإسلامية فتنطبع في ذهنه هذه الصورة ويترسم خطاها بالتقليد لأنه نشأ في أسرة سوية متفاهمة.