بيروت - عمر حبنجر
الأمن اللبناني في الواجهة، والتطمينات الحكومية الداعية لعدم الهلع قد يكون لها وجه ديبلوماسي جوابا على تحذير عدة سفارات لرعاياها بتجنب السفر ومغادرة لبنان، لكن دافعها الأساسي سياحيا، بعدما لمس المعنيون زحمة المغادرين، في أروقة مطار رفيق الحريري الدولي، بينما الصيف في عِزه، فقد انضمت الامارات وقطر والبحرين الى السعودية والكويت وألمانيا، على صعيد دعوة رعاياها إلى مغادرة لبنان وعدم السفر اليه والابتعاد عن الأماكن الخطرة في لبنان، بناء على ما جرى وقد يجري في مخيم عين الحلوة.
وفي هذا الخضم، جاء الكلام المرتجل والقاصر لوزير الاقتصاد أمين سلام، وهو من الطامحين للوصول الى السراي الكبير في يوم من الأيام، ليعكر صفو العلاقات بين لبنان والكويت التي تظهر بصماتها الخيرة في كل مرفق لبناني.
والراهن ان الوزير سلام ليس أول وزير من صف «التيار الوطني الحر» يقع في مثل هذه الهفوات، فقد سبقه الى هذا وزير الخارجية السابق شربل وهبة وتلاه وزير الاعلام السابق جورج قرداحي، والآن يتحكم وزير الدفاع موريس سليم بالقرارات الادارية للجيش، متأثرا بموقف رئيس «التيار الحر» جبران باسيل الكاره لقائد الجيش العماد جوزاف عون الى درجة الغياب عن احتفالات عيد تأسيس الجيش اللبناني، وعلى الرغم من تدخل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعرضه ان ينقله بسيارته الى مكان الاحتفال.
أما الوزير الأسبق للخارجية اللبنانية عدنان منصور فكان له تعليق تلقت «الأنباء» نسخة منه، قال فيه: «وزير بتصريحه الأرعن المتهور، تجاوز الحكومة والأصول، والأعراف الديبلوماسية، واللياقات. أحرج الدولة، وورط نفسه وورط معه بلده الذي كان بغنى عن هذه التصريحات المقززة، عندما تعاطى بهذه الخفية مع دولة شقيقة لها قوانينها، ومؤسساتها، وكيفية تعاطيها مع الدول، ليملي عليها ما يجب أن تفعله».
أمنياً، يشهد مخيم عين الحلوة هدوءا حذرا، وقد وصل إلى بيروت أمس، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان عزام الأحمد بهدف عقد لقاءات موسعة مع قيادة «فتح» وممثلي فصائل «منظمة التحرير».
والتقى الأحمد الرئيس ميقاتي أمس في مقره، بحضور المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء إلياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن، وعن الجانب الفلسطيني أمين سر حركة «فتح» وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبوالعردات وسفير فلسطين أشرف دبور.
وجرى خلال الاجتماع البحث في الوضع بمخيم عين الحلوة والاجراءات اللازمة لتثبيت وقف اطلاق النار.
في هذا السياق، تقول قناة «أل بي سي آي» إن هناك طرفا لبنانيا، لم تسمه، متورط بأحداث عين الحلوة بهدف إشغال الجيش اللبناني بهذه الأحداث، وفي معلومات هذه القناة ان هناك من يستثمر في الأزمات الخارجية ويحاول الإفادة منها للمساومة عليها في العلاقات الداخلية.
وفي هذا المجال، قال النائب علي فياض، عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»: «إننا نشهد عودة ظواهر مقلقة ومواقف مريبة إلى الساحة اللبنانية، ولا يمكن عزل هذا الأمر عن سياق الاستهداف للاستقرار الأمني والسياسي في هذا البلد، ولا يمكن عزل هذه المواقف عن سياسة الضغوط التي يتعرض لها البلد، وهذا إنما يعيدنا إلى تأكيد حقيقة طالما أكدنا عليها، وهي أن يتفاهم اللبنانيون بين بعضهم البعض، وأن يلتفتوا إلى الأهمية الاستثنائية والقصوى لأن يكون هناك حوار في ما بينهم، أو تشاور جماعي أو ثنائي، وأن تكون الخطوط مفتوحة بين اللبنانيين لإنجاز الاستحقاق الرئاسي». وعلى هذا الصعيد بالذات، يبدو أن الحوار القائم مباشرة أو بواسطة «حزب الله»، بين المرشح الرئاسي سليمان فرنجية وباسيل، قد توصل الى التفاهم على الملف الرئاسي، وقد أكد ذلك النائب طوني سليمان فرنجية في تصريح مقتضب.
النائب مروان حمادة، عضو تكتل «اللقاء الديموقراطي» استذكر، مع أحداث «عين الحلوة»، ما حصل في مخيم النهر البارد للاجئين في شمال لبنان، وقتل القضاة الأربعة على قوس محكمة جنايات صيدا، وقال: لقد مرت كل هذه الجرائم ولم يستطع احد الوصول الى الحقيقة، لأن هذه الحقيقة معلومة وممنوعة، وكذا الحال بالنسبة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ومحاولة اغتيالي شخصيا، وكذلك محاولة اغتيال الوزير الياس المر واغتيال سمير قصير، ثم اخترعوا قصة الحوار، ورحنا الى المحاكم الدولية ولكن لم نستطع جلب احد الى المحكمة.
وقال حمادة في حديث لـ «صوت لبنان»، أمس: إن لإيران دورها فيما حصل في مخيم عين الحلوة، وان السوري ليس غريبا عن عين الحلوة، ولا عن خريطة الوضع الحكومي في لبنان او ما تبقى منه، وطوال 30 سنة من التواصل مع سورية لأجل ترسيم الحدود او لإطلاق المحتجزين اللبنانيين في السجون السورية ولكن بلا طائل.