بيروت - زينة طبَّارة
رأت رئيسة إقليم عاليه الكتائبي تيودورا بجاني، ان ما حصل في بلدة الكحالة أتى نتيجة غياب الدولة عن ممارسة دورها في مكافحة الخارجين عن الشرعية أصحاب الأجندات الإقليمية، معتبرة انه ما كان ينقص تخاذل الدولة حيال الواقعة الأليمة، لاسيما لجهة ما تحتويه الشاحنة من أسلحة وذخائر، إلا بيان الجيش اللبناني الذي وبالرغم من مناقبية ضباطه وأفراده، اكتفى بتوصيف الحادث على انه مجرد إشكال بين أهالي الكحالة ومرافقي الشاحنة، دون تحديد أقله هوية الجهة الحزبية المستقدمة لشحنة الأسلحة والذخائر، وهوية الإرهابيين الذين اعتدوا على الأهالي وأردوا فادي بجاني بوابل من الرصاص.
ولفتت بجاني في تصريح لـ «الأنباء» الى ان ما زاد في طين تغييب الدولة بلة، عدم صدور ولو بيانا يتيما عن وزارتي الداخلية والدفاع او حتى من أي جهة رسمية تشرح او تستنكر وتدين هذا الخرق الأمني الفاضح «وعلى عينك يا سيادة» من قبل حزب الله، مؤكدة ان ما حصل لن يمر مرور الكرام كما مر غيره من ملفات أمنية خطيرة، وأن أهالي الكحالة ذاهبون الى التصعيد ليس انتقاما، انما حرصا منهم على إحقاق الحق ووقف هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية، وبالتالي ما بعد حادثة الشاحنة لن يكون كما قبله شاءت ميليشيا ايران ام أبت، فمن جو بجاني الى إلياس الحصروني الى فادي بجاني وما سبقهم وتخللهم ولحقهم من اغتيالات لسياسيين ومسؤولين ومدنيين، كلها محطات أمنية خطيرة تستدعي وقوف اللبنانيين يدا واحدة بوجه ميليشيا الملالي على الأراضي اللبنانية.
وأردفت: «الدولة صمتت منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادثة، صمت أبو الهول، ولم تأت بحرف واحد لا سلبا ولا إيجابا، حتى انها تركت عناصر أمنية تتعرض لأبشع أنواع الإذلال والهيمنة والتهويل والتهديد، بحيث أجبرتهم عناصر حزب الله التي كانت ترافق الشاحنة على إخفاء أسلحتهم داخل سياراتهم وخلع ستراتهم العسكرية لأنها تحمل شعار أحد الأجهزة الأمنية، ناهيك عن ان عددا من عناصر الجيش غير المنضبطة، تعاملت مع الأهالي الغاضبين من الاعتداء عليهم واستشهاد فادي بجاني، على قاعدة «إلقاء القبض على القتيل وترك القاتل».
واستطرادا، لفتت الى أن حزب الله يصول ويجول وفقا لمشيئته ومصالحه، ولما تمليه عليه أجندته الإيرانية، ولا من يسأل في دولة تنصلت سلطاتها السياسية والأمنية والقضائية من حماية السيادة والشعب.
وعليه أكدت بجاني ان في لبنان آمرا ناهيا واحدا وحيدا إلا وهو ميليشيا حزب الله، الأمر الذي لن نرضى به ولن يستمر، مؤكدة ان هذا التعدي من قبل ميليشيا حزب الله على الدولة والسيادة والشعب والمناطق كافة، لن يعطي الدويلة المسلحة ما ترنو إليه لا ديموغرافيا ولا سياسيا ولا عسكريا ولا حتى اقتصاديا أو نقديا.
وردا على سؤال ختمت بجاني مناشدة قوى المعارضة في لبنان، ومن كل المذاهب والمشارب، ضرورة توحيد الصفوف في مواجهة هيمنة حزب الله على الدولة والشرعية لأنه ما دون هذه الوحدة في الموقف والمواجهة، لن يخرج لبنان من النفق المظلم الذي دفعه إليه حزب الله، قائد أوركسترا ما يسمى بالممانعة.