قد يبدو موضوع مقالنا اليوم قديما، ولكنه في الحقيقة قديم وجديد في نفس الوقت، فالأمر الجديد بالموضوع هو نجاح تجارب السفر العلاجي داخل البلاد في بعض الدول المحيطة بنا، وتبدو مسألة يجب الوقوف عندها من قبل الدولة، وذلك مقارنة بالتكاليف الخيالية التي يتم إهدارها بشكل متواصل من قبل الدولة عبر الصرف على العلاج خارجها. ولعل تجربة المملكة العربية السعودية مؤخرا التي أقرت إنشاء مدينة طبية ضخمة تضم مستشفيات متخصصة واستثمارات مرتبطة بها لكل من يرغب في العلاج فيها من خارج المملكة، أمر يجب أن تستعين به الدولة في إنشاء مشاريع على هذا الغرار.
ومن ناحية أخرى، نقول بأن الفكرة كانت مطروحة في الدولة في السابق على يد أكثر من صوت نادى بها، سواء على مستوى برلماني من خلال نواب الأمة الأفاضل أو من خلال الأصوات المجتمعية التي نادت بهذا المشروع الذي لم ير النور، بسبب العديد من المعوقات غير المنطقية في جوانب كثيرة منها، وعموما نقول بأنها فرصة مهمة للدولة للبت في بناء مشاريع مهمة كهذه للبلاد، إذا ما وجدنا أن تلك المصاريف التي يتم بذلها الدولة أحق بها، وعلى الأقل من باب التوفير على الدولة ورحمة بالميزانية من تلك التكاليف، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن كتب النور لهذا المشروع فلسوف يكون سابقة مهمة على صعيد التنمية والمشاريع التي تنجزها الدولة، وتغلق الباب على أي تجاوز يحصل أو أي مخالفات وممارسات خاطئة تحدث نظرا لبعد أماكن تقديم الخدمة والتي يجري العمل بها حاليا على مستوى العلاج خارج البلاد، وأيضا يمكننا القول هنا بأن هذا المشروع قد يبدو حلما لدى الكثيرين.
ولكـــن إذا ما اجتمعت الإرادة والعزيمة فإنه يمكن تحقيق سبق مهــم في الدولة بهذا الصــــدد. إن الأصــوات المنادية بهذا المشروع يـجب تبنيها من قبل المجتمع والتسويق لها لدى الدولة والجهات المعنية. وقد تحقق اختراقا مهما في المنظومة الصحية في البلاد توفر الكثير من العناء، هذا بالإضافة إلى أن فرص إنشاء مثل هذا المشروع مرهونة بوجود الإمكانيات والقدرات لدى الدولة من خلال وزارة الصحة، فرأس المال متوافر والخبرات الطبية متوافرة لإدارة واستجلاب الخبرات الطبية العالمية من جميع أنحاء العالم والتي يمكن الاستفادة منها في هذا المشروع على الأقل في المرحلة الأولية من إنشاء هذا المشروع، بإذن الله. فهل نشهد آذانا مصغية لدى الدولة لهذا المشروع؟ والله الموفق.
[email protected]