غطت حالة الفوضى والارتباك التي عمت المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة دمشق بسبب رفع الدعم وزيادة أسعار الوقود، على أخبار زيادة الرواتب والمعاشات بنسبة 100%. وترافقت هذه الفوضى مع قفزة صاروخية لسعر تصريف الدولار تجاوزت الألف ليرة مرة واحدة، حيث بلغ سعر الدولار أكثر من 15500 ليرة في دمشق مرتفعا بأكثر من 8%، وفي حلب تجاوز 15800، وكان سعر إغلاق امس 14350 ليرة في دمشق و14700 ليرة في حلب، بحسب موقع «الليرة اليوم» المتخصص برصد أسعار العملات والذهب.
وعلى الإثر حاول المصرف المركزي مواكبة تلك الأسعار برفع السعر الرسمي بمقدار 400 ليرة دفعة واحدة، ليباع الدولار بـ10700 ليرة في نشرة التصريف والحوالات.
ولم تكد تمضي ساعات على إصدار الرئيس بشار الأسد مرسوما تشريعيا يقضي بزيادة الرواتب والأجور للعاملين في القطاع العام بنسبة 100%، أقرت حكومته تعديلات على أسعار المازوت والبنزين والفيول والغاز السائل.
وأدت تلك القرارات إلى صدمة في الشارع السوري، ما أدى إلى استيقاظ الناس على وقع إضراب سائقي السرافيس والتكاسي وتكدس المواطنين في الشوارع وعلى المواقف.
وقالت جريدة «الوطن» المقربة من السلطة، إن «فوضى القرارات تنعكس على الشارع.. الناس هائمة على وجوهها دون وسائل نقل»، ونشرت صورا لطوابير من المواطنين ينتظرون وسائل النقل في دمشق وقالت إن الفوضى عمت باقي المحافظات.
أما صحيفة تشرين الرسمية فعلقت في منشور على حسابها في «فيس بوك» ملحقا بمجموعة من الصور، «حال البلد.. إرباك شديد في حركة تأمين المواطنين بعد ارتفاع أسعار الوقود، ولماذا لا تعلن تسعيرة الركوب بعد رفع سعر المحروقات؟».
ووفق القرارات التي أصدرتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أصبح سعر مادة المازوت للمخابز التموينية الخاصة 700 ليرة سورية للتر الواحد، في حين أصبح سعر المازوت المدعوم للمستهلك 2000 ليرة سورية للتر الواحد ارتفاعا من 700 ليرة.
وحددت سعر مبيع المازوت الصناعي المقدم لكل من «الزراعة خارج المخصصات المدعومة، الصناعات الزراعية، المشافي الخاصة، معامل الأدوية» بـ 8000 ليرة سورية للتر.
وأصبح سعر البنزين الأوكتان 90 المدعوم ب 8000 ليرة سورية للتر أي نصف دولار تقريبا بعدما كان 3 آلاف ليرة، فيما سعر البنزين الممتاز الأوكتان 95 أصبح 13500 ليرة سورية للتر.
وكان الأسد أصدر المرسوم رقم 11 للعام 2023 الذي ينص على إضافة نسبة 100% إلى الرواتب والأجور المقطوعة لكل العاملين في الدولة من مدنيين وعسكريين، كما تسري هذه الزيادة على المشاهرين والمياومين والمؤقتين وكذلك العاملين على أساس الدوام الجزئي أو على أساس الإنتاج أو الأجر الثابت والمتحول. وأصدر المرسوم رقم 12 بمنح أصحاب المعاشات التقاعدية زيادة قدرها 100% من المعاش التقاعدي. وتراوح راتب الموظف العام بين عشرة ونحو 25 دولارا في السوق السوداء، قبل صدور المرسومين.