تثبت لنا يوما بعد يوم الإحصائيات التي تصدرها الجهات المعنية في الدولة، وآخرها ما قيل عن وجود حالات طلاق يوميا!، الحاجة الماسة لقيام الدولة بإجراء ما أو حزمة من الإجراءات العاجلة لوقف هذا العدد المهول من حالات الطلاق، ذلك لأن هذه الكثرة في الطلاق تنذر بوجود خطر كبير يهدد صورة المشهد العام للمجتمع الكويتي.
وبالعودة إلى إحصائية الطلاق اليومية نجد أن هذا العدد مقارنة بعدد السكان! هو عدد خطير وكبير جدا، إذ إنه وبحسبة بسيطة نجد أن الـ 15 حالة طلاق يتبعها مالا يقل عن تدمير مستقبل وحياة 45 فردا من أفراد المجتمع من أب وأم وأطفال! وهذا الأمر لا يعقل بتاتا في ظل وجود مجتمع صغير، خصوصا إذا ما وجدنا أن هذا المجتمع لا يعاني من مشاكل حقيقية متعددة مقارنة بالمجتمعات الأخرى في المنطقة.
وما نقصده أن الدولة بشكل عام تأخذ على عاتقها توفير كل أسباب الرفاه والراحة للمواطن فيها ويكاد لا يشعر بالمشاكل التي تعاني منها بقية المجتمعات. على الرغم من ذلك كله نجد نسبة حالات الطلاق مرتفعة جدا! ومن ناحية أخرى نرى أن غالب حالات الطلاق هي لأسباب واهية وأسباب ترقى لأسباب غير منطقية تماما، ويمكن احتواؤها بطريقة أو بأخرى من خلال مؤسسات الدولة والتوعية العائلية والمجتمعية. إذن وبعد هذا كله نجد اليوم أن الدولة مطالبة بالقيام وبشكل جدي بتخصيص جهد فعال وحقيقي للحد من ظاهرة الطلاق التي نشهدها يوميا، وخصوصا حالات الخلافات الزوجية، وهي تمثل أهم سبب لها.
هذا بالإضافة الى أن الدولة مطالبة وعبر مؤسساتها المجتمعية، بل وحتى الرسمية، ممثلة بوزارة العدل، بأن تغلظ إجراءات الطلاق لإعطاء فرصة للعدول عن قرار الانفصال، وأيضا من ناحية أخرى لا يخفى أثر ازدياد حالات الطلاق التي تطول العديد من الأطراف في الدولة من المجتمع وأفراده، والمشاكل التي تعقب حالات الطلاق على جميع الأطراف، فهو يهدد المجتمع بالصميم ويفتت أركانه ويدمر مستقبل الأبناء الذين هم عماد هذا المجتمع وأساسه وبناة مستقبل البلاد. ويتطلب قيام الدولة بإجراءات ما للوقوف على أوجه القصور، والخلل في هذه الأرقام الخطيرة من أرقام الطلاق، فهناك من ينادي بإلزام المتقدمين للزواج بحضور دورة ثقافية ونفسية ومادية تعمل على تهيئته بالشكل الأمثل للدخول في تلك الحياة الجديدة المختلفة كليا عن حياته السابقة.. ونخلص هنا إلى الحاجة الماسة لمعالجة حالات الطلاق المتزايدة، وهي خطر حقيقي على الدولة والمجتمع بشكل عام.. والله الموفق.
[email protected]