يخطط التحالف العملياتي الثلاثي المكون من: المنتدى السوري، والدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، والجمعية الطبية السورية ـ الأميركية (سامز) لإطلاق عدة مشاريع خدمية وطبية وتعليمية في منطقة شمال غربي سورية، مع التركيز على إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية في المناطق المتضررة من زلزال فبراير المدمر في ريفي إدلب وحلب، إضافة إلى العمل على إيجاد حلول جذرية تنهي معاناة مرضى السرطان في المنطقة عبر إنشاء مركزين طبيين لهذا الغرض.
وتشكل التحالف في 25 مارس الماضي بعد الزلزال بهدف العمل على تنفيذ مشاريع إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة في مختلف القطاعات ضمن الاختصاصات المتعددة التي تعمل بها كل مؤسسة من المؤسسات المذكورة، والمساهمة في إعادة تأهيل المرافق الحيوية لتقديم الخدمات الأساسية للمدنيين على مستوى الصحة والتعليم والخدمات المعيشية الأساسية.
وجاء في بيان الإعلان عن تشكيل التحالف العملياتي انه يهدف إلى تنسيق الجهود للمساهمة في تحسين الظروف المعيشية للسكان في شمال غربي سورية الذي تسيطر عليه المعارضة، من خلال تقديم أفضل خدمة تكاملية ضمن الاختصاصات المتعددة التي تعمل بها المؤسسات الثلاث.
وأفاد نائب مدير منظمة الدفاع المدني السوري منير مصطفى، في تصريح لموقع «تلفزيون سورية»، بأن تشكيل التحالف جاء بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق واسعة في تركيا وسورية وفاقم الكارثة الإنسانية وتبعات الحرب، وقد استلزم ما سبق من المنظمات العاملة في الحقل التنموي والإنساني والإغاثي في سورية تشكيل هذا التحالف.
بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي للمنتدى السوري غسان هيتو أن التحالف العملياتي يسعى لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة في مختلف القطاعات التي يعمل بها التحالف، ويضع كل المشاريع الإنسانية التي تقودها هذه المنظمات الإنسانية الثلاث الكبرى في قالب إستراتيجي.
أما رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية السورية ـ الأميركية (سامز) د.باسل ترمانيني فقال إن التحالف يعمل على وضع خطط متكاملة لإعادة بناء المناطق المتضررة من جراء الزلزال.
وأضاف ترمانيني، لموقع «تلفزيون سورية»، أن المشروع الأول قيد التنفيذ حاليا، ويتمثل بإعمار منطقة جنديرس/عفرين بالتنسيق مع المجالس المحلية.
ويتضمن المشروع إعادة تأهيل وبناء 12 مدرسة في هذه المنطقة (تنفيذ المنتدى السوري)، وإعادة تأهيل وفتح عدة طرقات ضمن وخارج مدينة عفرين، بالإضافة إلى رفع الأنقاض وتمديد الصرف الصحي (تنفيذ الدفاع المدني)، وبناء مشفى جديد في مدينة عفرين للخدمات الجراحية (القسطرة القلبية والعناية المشددة، والتنظير الهضمي)، فضلا عن مركز لعلاج الجلطات الدماغية، ومركز علاج فيزيائي (تنفيذ سامز).
وتبلغ الكلفة التقديرية لهذا المشروع نحو 6 ملايين دولار، تتوزع بالتساوي على المنظمات الثلاث، بحسب د.ترمانيني.
ويشير نائب مدير الدفاع المدني، إلى وضع خطة تعاف إنسانية تسهم في تأهيل البنى التحتية والمرافق الحيوية والمراكز التعليمية والطبية في أكثر المناطق المتضررة من جراء الزلزال المدمر، ضمن الإمكانيات الحالية، بما يسهم في عودة الحياة الطبيعية للسكان في المناطق المنكوبة.
وقال مصطفى إن المشاريع التي تنفذ حاليا، هي: مشروعان لإعادة تأهيل الطرقات في شمال غربي سورية، ضمن التحالف العملياتي، وإعادة أكثر من 13.600 طالب وطالبة إلى 23 مدرسة متضررة من خلال مشروع ترميم المدارس الذي بدأ حاليا في شمال غربي سورية، لتصبح جاهزة مع بداية العام الدراسي المقبل.
وأكد رئيس الجمعية الطبية السورية الأميركية أمجد راس، أن التحالف الثلاثي سيقوم ببناء مركزي سرطان شمالي سورية، يحتويان على أجهزة علاج شعاعي، كما نشر صورة للشكل المعماري لأحد المراكز المخطط بناؤها في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وفي حديث مع موقع «تلفزيون سورية»، لفت د.أمجد إلى أن الرؤية لدى التحالف الثلاثي تتمثل ببناء مركزي سرطان متعددي الخدمات، بما فيها العلاج الشعاعي، وقبل شهرين، تم توقيع عقد لشراء أرض بهدف بناء أول مركز.
وسيختص المركزان بالعلاج الشعاعي، وتقييم وعلاج الأورام بالكيماوي وما يلزم من خدمات أخرى، وذلك بتمويل من المنظمات الثلاث في التحالف، مع البحث عن مصادر تمويل أخرى لتعويض النقص نظرا لضخامة المشروع وكلفته العالية.
بدوره، قال د.ترمانيني إن المركز الأول سيكون في منطقة بابسقا قرب سرمدا شمالي إدلب، وهو مشروع مشترك للتحالف، يضم مركز علاج شعاعي وتشخيصي متطور ومخبر تشريح مرضي، بالإضافة إلى عيادات ومركز تسريب للأدوية الكيميائية والمناعية بكلفة تقديرية تبلغ 4 ملايين دولار.
والمركز الآخر، سيكون للعلاج الشعاعي في منطقة الباب شرقي حلب، كإضافة لعيادة الأورام ومركز التسريب التابعين لـ «سامز» في هذه المنطقة، وهو مشروع خاص بـ«سامز» بالتعاون مع المجلس المحلي والمشافي في المنطقة.
من جهته، قال هيتو إنه سيتم توفير الخدمات الأساسية لمرضى السرطان من تشخيص وعلاج كيماوي وشعاعي وتشريح مرضي، بالإضافة إلى رفع كفاءة العاملين وتدريب الكوادر على أحدث طرق العلاج وتخفيف الضغط عن المشافي التركية التي تستقبل هذه الحالات، على أمل أن يساهم المشروع في مساعدة أكثر من 7000 مريض في المنطقة.
وحول ما إذا كان الباب مفتوحا لانضمام منظمات أخرى إلى التحالف، قال نائب مدير الدفاع المدني «بالتأكيد الباب مفتوح ونشجع جميع الشركاء السوريين للمضي في خطى مشابهة، سواء من خلال الانضمام إلى هذا التحالف، أو من خلال تشكيل تحالفات جديدة تضمن مستوى أعلى من الكفاءة والفعالية في التخطيط والاستجابة لاحتياجات الأهالي في المناطق المتضررة والمنكوبة».