لكل مذهب بالدنيا تربية معينة وخاصة، تختلف عن الأخرى، ولكن تربية السلف الصالح لأبنائهم تأتي كما سوف نوضح الآن.
يحرص السلف الصالح على التربية الشرعية المحمدية البحتة، إذ الطفل وهو في بطن أمه يعلم السلف الصالح أنه يمكن أن يسمع، ويتعلم وهو في بطن أمه، لذلك يحرصون على تسميعه القرآن الكريم ولا يتلفظون إلا بالكلام الطيب، يحرصون على أن الأم عند الطعام والإطعام تذكر الله وتبدأ بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) لكي يتبارك الطعام. وكما قال تعالى في محكم آياته (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا)، وعند خروج الأطفال للدنيا يحرص السلف على تعليمهم الصلاة وآدابها وآداب المسجد، وكذلك تعويدهم على الصيام والقيام ويكونون لهم القدوة الحسنة التي يقتدون بها الى الأبد مع الحرص بتعليمهم على الخير الشرعي المحمود والوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وكما قيل «التعليم بالصغر كالنقش على الحجر» نربيهم تربية الحب وتعليمهم الإخلاص، وألا نجبرهم بالعنف على حب الشىء، فلا مانع من تقبيلهم وإظهار العطف والحنان لهم وعدم توبيخهم. وكان السلف الصالح يدعون لهم، ومن ذلك أيضا ممازحتهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، ولا يتجاهلون حقوقهم. وأخذ العلم عنهم ان كانوا أهلا لذلك وتقويم سلوكهم ونصحهم بالين، مع توفر الصحبة الصالحة التي ترجع اليهم بالنفع.