أبناء الكويت «يرفعون الراس» في كل مكان، ويسهمون دوما في وضع اسمها عاليا بين الأمم بما ينجزونه في مختلف المجالات، فهم في كل ميدان يقتحمونه يحرصون على أن يحققوا المراكز المتقدمة في عالم يقدر كثيرا من يتفوق ويدرك الإنجازات.
في هذا الإطار، فقد أثلج صدورنا خبر فوز فريق المدارس الكويتي بالمركز الأول في البطولة الدولية السادسة لمناظرات المدارس باللغة العربية في العاصمة القطرية الشقيقة (الدوحة). وقد شعرت شخصيا بالفخر عندما علمت بهذا الإنجاز، لأنه يكشف حرص الدولة على دعم الشباب المبدع وإتاحة المساحات أمامهم للتميز على المستويات كافة، وهو ما ينعكس إيجابا على هؤلاء الشباب من خلال تفوقهم في المحافل الدولية.
ومن هذا الإنجاز نستخلص أمورا عدة، يمكن من خلال التأكيد عليها والحرص على تنفيذها مواصلة تحقيق الإنجازات والوصول إلى مستقبل أفضل بأبنائنا شباب هذا الوطن الكريم. بداية في ذلك إلقاء الضوء على أهمية المعرفة واكتساب العلم عبر القراءة وغيرها. وفي الزمن الحالي تغيرت وتنوعت وتقدمت طرق المطالعة، ولكن القراءة لا تزال تحتفظ بأهمية كبيرة في بناء الشخصية وتراكم الخبرات. كذلك وسائل التكنولوجيا الحديثة جعلت من تحصيل المعلومات والخبرات المعرفية أمرا أسهل وأكثر شمولية، فيمكنك الآن بضغطة زر الوصول إلى كم هائل من المعلومات في مختلف المجالات وأنت جالس في منزلك، دون حاجة إلى بذل جهد كبير كالسابق في ارتياد المكتبات والبحث عن الكتب المتخصصة، وهذه ميزة يتنعم بها أبناء الجيل الحالي لم تكن متوافرة لأجيالنا ومن سبقنا، فيجب عليهم الاستفادة منها بأفضل الطرق.
كذلك، يعيد هذا الإنجاز تذكيرنا بأن الشباب والنشء هم أمل تحقيق التقدم في المستقبل، فينبغي أن نحرص على توفير كل الإمكانات حتى يتمكنوا من السير في ركاب التقدم مثل أقرانهم في دول العالم الأول، فأبناؤنا ليسوا أقل منهم في الإمكانات ولا الاستعداد لتحقيق الإنجازات، بل إن كل ما يحتاجون إليه هو توفير البيئة المناسبة وعندها سيبهروننا بما في استطاعتهم فعله.
هناك نقطة أخرى مهمة، وهي أن أجواء التنافس تحفز الشباب وتبث في نفوسهم الحماسة، ومن ثم يمكن الاستفادة من وضع أبنائنا في المدارس والجامعات في حالة تنافس شريف من خلال مسابقات علمية وثقافية تدفعهم إلى تحصيل العلم والقراءة والاطلاع حتى يتمكنوا من التفوق على أقرانهم، وبالتالي يستفيد الجميع من هذه الأجواء التنافسية عبر تراكم المعارف وتعلم المهارات التنقية، وكل ذلك من شأنه جعل مستقبل شعبنا أفضل بأيدي أبنائه.
[email protected]