وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منذ زمن البديل الافتراضي على شبكة الإنترنت لجلسات السمر وحتى اجتماعات العصف الذهني نزولا إلى مجرد تبادل الآراء والأحاديث العادية حتى صار الإنسان يعتمد في جل تفاعلاته مع الآخرين على الهواتف الذكية وقلّ «التواصل الاجتماعي الفعلي» على أرض الواقع الذي كان السبيل لكل تفاعل فيما مضى من زمن.
تعلمنا في أسرنا ومدارسنا وأيام «الفريج» وحتى بعد حدوث طفرة النفط والنهضة العمرانية والحضارية في بلادنا احترام الجيران ومن نتبادل معه الحديث وأن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية، لكن عندما أصبحت «السوشيال ميديا» هي وسيلة التواصل ومكان التفاعل ظهرت مشكلة عدم التزام البعض بالمعايير الأخلاقية التي اعتادت عليها المجتمعات المحافظة وكل من يعلي من قيمة حسن الخلق، فأصبحنا نرى التجرؤ بالتقليل من شأن الآخر والتعدي عليه لفظيا حتى يصل الأمر أحيانا إلى السباب، لاسيما إذا كان مستخدم هذه الوسائل متخفيا تحت اسم مستعار وحساب «وهمي».
مع تطور موقع التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقا) ظهرت المساحات الصوتية التي يتم فيها التفاعل بشكل مباشر عبر إجراء حوارات بين عدد كبير من المستخدمين. وحقيقة الأمر أن هذه المساحات كما تشهد طرح موضوعات جميلة وإيجابية وتفاعلا جيدا بين روادها، فإنها تشهد أيضا في بعض الأحيان مساحات من عدم الالتزام بأسس الآداب العامة وحسن الخلق، حيث يميل البعض إلى التقليل من قيمة الآخرين أو «الغلط عليهم»، وهو أمر مستنكر ترفضه المجتمعات السوية فضلا عن الشرائع السماوية بل وحتى العادات والتقاليد.
ندعو كل من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي عموما، والمساحات الصوتية خصوصا، إلى الالتزام بمعايير الأخلاق الحميدة، وذلك مرده إلى عدد كبير من الأسباب القيمة من أهمها أن حسن الخلق من أفضل الصفات وأهم دعائم المجتمعات وسبب في انتشار الود بين الناس والقضاء على البغضاء والتشاحن والتنابذ، وليس أقلها أهمية أن أجيالا جديدة من حديثي السن يتابعون «السوشيال ميديا» وهذه الوسائل والمساحات، وهو ما يؤثر على شخصياتهم وأخلاقهم، واذا كان هذا التأثير بالسلب، فإن هذا يضر المجتمع والسلام الاجتماعي فيه فيما بعد.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]