بيروت - عمر حبنجر
الرهان اللبناني على جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الثالثة لايزال قائما وإن بحذر بالغ، ومن هنا كانت المتابعة الحثيثة لزياراته، والتي بدأت من السراي الحكومي، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ثم انتقل الى عين التينة وكان لقاؤه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولاحقا، التقى بعض رؤساء الكتل النيابية في مقر السفارة الفرنسية، واليوم يلتقي وليد جنبلاط، ويستقبل النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي عن كتلة «تجدد»، كما سيلتقي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب.
وبعد اللقاء في السراي بحضور سفير فرنسا الجديد في لبنان هيرفيه ماغرو ومستشاري ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، والسفير بطرس عساكر، جدد ميقاتي التأكيد «أن بداية الحل للأزمة الراهنة في لبنان تقضي بانتخاب رئيس جديد للبنان وإتمام الاصلاحات الاقتصادية، لاسيما المشاريع الموجودة في مجلس النواب، لوضع البلد على سكة التعافي».
بدوره، أكد لودريان انه «آت الى لبنان لإكمال مهمته»، ولن يبدي رأيه قبل استكمال الاتصالات واللقاءات التي سيقوم بها. وأمل «في أن تكون المبادرة التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بداية مسار الحل».
وانتقل لودريان من السراي الكبير الى عين التينة، حيث كرر للرئيس بري ما قاله لميقاتي، مضيفا بالقول: ندعم مبادرتكم الحوارية كسبيل للحل، وأضاف: الحوار ثم الحوار ثم الحوار.
أما الرئيس بري فقد تحدث بعد اللقاء قائلا ان وجهات النظر متطابقة مع الموفد الرئاسي الفرنسي بأنه لا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة وإنجاز الاستحقاق الرئاسي وهذا ما هو متاح حاليا لمن يريد مصلحة لبننان.
وكان السفير الفرنسي الجديد في لبنان هيرفيه ماغرو مهد لجولة لودريان الثالثة بتغريدة، عبر منصة «X» توجه فيها الى اللبنانيين قائلا: انا واثق من اننا سنتمكن معا من الحفاظ على صداقة فرنسية - لبنانية متجذرة في التاريخ، لكننا، وفي الوقت عينه، نتطلع الى المستقبل بمشاريع طموحة يجب ان نستجيب للتحديات القائمة حاليا. وأضاف: أنتظر بفارغ الصبر ان اذهب الى لقائكم في انحاء هذا البلد الجميل كافة، وآمل ان تتاح لي فرصة التحدث مع اكبر عدد منكم، وبوسعكم ان تعتمدوا علي للإصغاء اليكم في هذه اللحظات التي ادرك انها معقدة.
وتعكس هذه التغريدة احساسا فرنسيا بتضاؤل رهان اللبنانيين على المبادرات الفرنسية التي مازالت تدور حول نفسها، دون أي خرق لجدار الازمات المستعصية.
لكن المصادر المتابعة تعتقد انه لو لم يكن لدى لودريان جديدا، على المستوى اللبناني لما كان أتى الى بيروت، وبالتالي هو لم يأت الى هنا لإعلان فشله.
في غضون ذلك، تقول صحيفة «الأخبار» إن قائد الجيش العماد جوزاف عون كشف عن دخول 8000 نازح سوري في الفترة الأخيرة الى الأراضي اللبنانية 95% منهم من الشباب، لافتا مجلس الوزراء خلال جلسة امس الى إمكان الاشتباك معهم، وهنا رد وزير الثقافة محمد مرتضى قائلا للقائد: افعل ما يجب فعله.
وهنا اقترح الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمد مكية اعلان حالة الطوارئ على الحدود، حينها يمكن للجيش السيطرة على المعابر، وهنا رد قائد الجيش قائلا: لدي 3000 عسكري للطوارئ ونحن بحاجة إلى 40 ألفا لضبط الحدود.
بدوره، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري عرض لسلسلة اجراءات يمكن للأمن العام اتخاذها لكنها تتطلب التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية. وقرر المجلس كما بات معروفا تشكيل لجنة برئاسة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وعضوية المدير العام بالإنابة للامن العام اللواء إلياس البيسري، لزيارة دمشق ومراجعة الجانب السوري بمخاطر النزوح الشبابي السوري، الامر الذي أغاظ وزير المهجرين عصام شرف الدين فانسحب من الجلسة، احتجاجا على تركيبة الوفد، وبعد رفض مجلس الوزراء اقتراحا له بإضافة وزراء مختصين الى الوفد (وهو منهم كوزير مهجرين)، ورد عليه الرئيس ميقاتي طالبا منح بوحبيب فرصة 15 يوما، عندها اقترح شرف الدين طرح الموضوع على التصويت، الأمر الذي رفضه ميقاتي ما دفع بشرف الدين الذي يمثل الحزب الديموقراطي اللبناني برئاسة النائب السابق طلال ارسلان في الحكومة، الى الانسحاب من الجلسة معتبرا ان القرار ضعيف وغير مدروس.
وبعدئذ أبلغ الوزير شرف الدين الصحافيين ان «الكل يعتبر النزوح السوري القديم والجديد هو خطر وجودي وأنا وأربعة وزراء طالبنا بحسم تفكيك شبكات المهربين، ووضع مراقبين على الحدود وتسهيل الامور للدولتين اللبنانية والسورية».
في هذا الوقت تحدثت مصادر امنية عن توقيف 50 مواطنا سوريا في منطقه «عندقت» (عكار)، تبين انهم دخلوا لبنان عبر ممرات التهريب في منطقة وادي خالد الحدودية مع سورية.
في سياق آخر، عرض وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالنت في مؤتمر «السياسات المناهضة للإرهاب»، المنعقد في هرتزليا، صورا جوية لما قال انه مطار بنته ايران بهدف تحقيق اهداف ارهابية ضد اسرائيل.