تشكل إحصائيات حالات الطلاق رقما مخيفا فعلا، ويدق ناقوسا للخطر يتوجب الوقوف عنده بشكل جدي من قبل جميع الجهات المعنية، ولب موضوع مقالنا اليوم هو الإجراءات تجاه هذه الظاهرة السلبية المؤثرة على مجتمعنا بشكل عام.. بالنظر إلى صغر حجم هذا المجتمع بالقياس للكثير من المجتمعات الأخرى والتي لا تتناسب مع أرقام الطلاق المعلنة مؤخرا. حيث سجلت حالات الزواج خللا مقارنة بحالات الطلاق وهذه الأرقام ولا شك مخيفة جدا.
وبناء عليه، فإن هذه القضية تتطلب القيام بإجراءات للوقوف على أوجه القصور والخلل فيها. ونقول إن هناك من ينادي بإلزام المتقدمين للزواج بحضور دورة ثقافية ونفسية ومادية تعمل على تهيئته بالشكل الأمثل للدخول في تلك الحياة الجديدة المختلفة كليا عن حياته السابقة.. وهذا يبدو مقترحا جيدا للحد من حالات الطلاق المتزايدة، ومن جانب آخر أيضا، وبناء على معطيات وأخبار نشرت مؤخرا حول هذا الموضوع، نقول إنه في الوقت الذي استمرت فيه نسبة الطلاق في الارتفاع.. اشارت إحصائيات الطلاق الصادرة إلى ان أعلى نسبة من حالات الطلاق للزوجات كانت من حملة المؤهلات الجامعية، وتليها من هم من حملة الثانوية، ثم تليها حملة المؤهلات الدبلوم فوق الثانوية.
من ناحية أخرى، نقول إن بعض الإحصائيات المنشورة توضح أن النسبة تعبر عن وجود خلل كبير وسلبيات أكثر من الحد المعقول، الأمر الذي يستلزم من الدول (كما أسلفنا) بذل جهد من نوع خاص للحد من هذه المشكلة التي تؤثر بشكل سلبي وكبير على باقي أركان وأساسات المجتمع الذي نعيش فيه.. وتؤرق مفاصله بطريقة تعطل الكثير من نموه بشكل طبيعي.. وتعمل على خلق مشاكل لم يعهدها مجتمعنا نظرا لتشعب الحياة العصرية التي نعايشها.
إن الحاجة لبذل جهود مضاعفة أصبحت ملحة وبدرجة كبيرة بالنظر الى الآثار الجانبية الأخرى في خضم هذه المشكلة وتتجاوز الشكل الذي تبدو عليه.. فحجمها أكبر من ذلك.. وفي هذا الصدد يمكننا أن نرى من وجهة نظرنا بعضا من تلك الحلول للقيام بإنشاء جهة متخصصة تعمل على التقريب بين الأزواج المتوجهين للطلاق لإصلاح ذات البين فيما بينهما كمرحلة أخيرة.. قبل الطلاق.. أو تأخير إجراءات الطلاق لفترات طويلة قد تساهم في إعادة النظر في الطلاق.. وأيضا يمكن تنظيم دورات تثقيفية للمقبلين على الزواج وتكون إلزامية الغرض منها تنوير وتثقيف المقبلين على هذه المرحلة من حياتهم.. أفلا ننتظر المزيد من إجراءات جادة وحاسمة في هذا الصدد الجهات المعنية والعمل لوقف استفحالها لتصل إلى أبعاد لا يمكن السيطرة عليها في المدى البعيد.. والله ولي التوفيق.
[email protected]