بحسب ما أشار إليه خبراء الطقس أن فصل الصيف هذا العام كان الأشد حرارة مقارنة بالأعوام الماضية، حيث سجلت الكويت أعلى خامس حرارة في العالم وصلت إلى 51 درجة مئوية، ووسط هذا الجو الملتهب فإن هناك رجالا يفرون من الحر إلى ألسنة اللهب، فواجبهم الإنساني والمهني إزاء الآخرين كان لا بد له أن يؤدى، حتى وإن كان ذلك يمثل لهم إرهاقا بدنيا كبيرا، ومخاطرة أيضا.
قوة الإطفاء العام، التي اعتبرها بمنزلة الكيان الأسطوري الذي يصنع في كل يوم ملحمة إنسانية، يحافظون على الممتلكات، وينقذون حياة الأفراد، كان لهم في كل يوم تحد جديد، يتلقون العديد من البلاغات حول حوادث نشوب الحرائق وفي غضون ثوان معدودة، يكون هناك تعامل فوري وسريع مع الحادث، ومهما كلفهم الأمر من عناء يبقى شغلهم الشاغل هو تأدية واجبهم الذي أقسموا على أنهم لن يتخلوا عنه.
58 حادث حريق شهدتها مختلف مدن الكويت على مدار شهر أغسطس فقط، كان البعض منها كبيرا وخطرا، وفي بعض الأحيان كانت الحوادث تقع في أكثر من مكان خلال توقيت واحد، وبالرغم من ذلك لم يكن هناك أي نوع من التشتت أو عدم السيطرة على الأمور، وهذا ما يكشف عن قوة النهج الإداري والعملي الذي تتبعه قوة الإطفاء، ويكشف عن المستوى الرفيع الذي وصلت إليه ذلك الكيان المهم التابع لوزارة الداخلية.
لو كان الأمر بيدي لمنحت كل إطفائي وساما للفخر والقوة والشجاعة، فمثل هؤلاء يستحقون وبقوة أن نطلق عليهم لقب «الأبطال»، حفظهم الله للكويت ولنا.
[email protected]