بدأ ملك بريطانيا تشالز الثالث زيارة دولة إلى فرنسا تستغرق 3 أيام، وذلك بعد 6 أشهر من إرجائها، حيث يحتفل بإعادة إطلاق «الوفاق الودي» بين البلدين بعد التوترات المرتبطة بـ «بريكست».
واستهل تشالز الثالث زيارته الملكية لباريس بصحبة زوجته كاميلا، بلقاء الرئيس إيمانويل ماكرون الذي استقبله مع زوجته بريجيت عند «قوس النصر»، حيث تمت إضاءة شعلة الجندي المجهول، قبل عبور جادة الشانزليزيه الشهيرة.
وسلك الملك والرئيس الفرنسي «أشهر جادة في العالم» على متن سيارة «سيتروين دي اس 7» مكشوفة واكبها 136 من خيالة الحرس الجمهوري وصولا إلى قصر الإليزيه، حيث عقدا لقاء ثنائيا.
وخلافا لاحتفالات 8 مايو 1945، تمكن الجمهور من الاقتراب من الحواجز، بحسب مصادر أمنية.
وأقام ماكرون للملك تشالز الثالث في اليوم الأول لزيارته عشاء فاخرا بقصر فرساي، رمز الملكية المطلقة لـ «ملك الشمس» لويس الرابع عشر.
وما يذكر بوالدة تشالز الملكة إليزابيث الثانية الراحلة التي دعيت الى غداء في نفس المكان الفخم في 1957 وعادت إلى فرساي في 1972.
وقال قصر الإليزيه، إن هذه الزيارة: «تأتي في إطار من تقارب العلاقات بين بريطانيا وفرنسا» بعد مرحلة أولى من «إعادة التواصل».
ومن أجل إعادة التواصل هذه، أعدت الجمهورية مراسم احتفالية ضخمة.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن الملك تشالز حريص على «السير على خطى والدته» الراحلة الملكة إليزابيث الثانية بما في ذلك ما يخص السياسة الخارجية لبلاده.
من جهته، قال قصر باكنغهام في بيان: «الملك والملكة سوف يقومان بزيارة رسمية لفرنسا، حيث يزوران باريس وبوردو ابتداء من 20 الجاري حتى يوم الجمعة».
وأضاف البيان: «هذه الزيارة سوف تحتفي بالتاريخ والثقافة والقيم المشتركة بين المملكة المتحدة وفرنسا».
وكان الملك تشالز الثالث قد وصل امس الى مطار أورلي الباريسي مع زوجته كاميلا حيث كان في استقبالهما رئيسة الوزراء الفرنسية اليزابيت بورن.
جدير بالذكر أنه في مارس الماضي تم إرجاء الزيارة الملكية في آخر لحظة بسبب التظاهرات العنيفة التي كانت تشهدها فرنسا احتجاجا على إصلاح النظام التقاعدي. وكان يفترض ان يقوم تشالز آنذاك بزيارته الرسمية الأولى الى الخارج بصفته ملكا، وقام في النهاية بزيارة برلين.
وبعد 6 أشهر، عاد الهدوء إلى شوارع العاصمة الفرنسية وحان الوقت مجددا لـ «الوفاق الودي» أو التوافق الفرنسي- البريطاني الذي يحتفل بمرور 120 سنة على قيامه في أبريل المقبل.
وخلال قمة في مارس 2023، طوى الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك صفحة عدة سنوات من التوتر الثنائي المرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وملفي صيد الأسماك والمهاجرين.
وسيبدأ الملك الذي ينوي ترسيخ صورته على الساحة الدولية بعد سنة على اعتلائه العرش، اليوم الشق السياسي من الزيارة بخطاب يلقيه أمام مجلس الشيوخ، هي سابقة لعاهل بريطاني.
كما سيركز على الموضوع الأقرب إليه، وهو البيئة، على طاولة مستديرة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي ثم الجمعة في بوردو، في منطقة تضررت بشدة من الحرائق عام 2022 والتي تضم العديد من البريطانيين.
وسيزور ملك بريطانيا اليوم أيضا سوق الزهور الذي أحبته إليزابيث الثانية وأعيدت تسميته باسمها عام 2014.