بيروت - عمر حبنجر
مع عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، نهاية هذا الشهر، تنتظر جولته مناقشات مع الأطراف اللبنانية المعنية بالاستحقاق الرئاسي بمعية او بمباركة من قطر، مع تفويض من أربعة أخماس «اللجنة الخماسية» التي اجتمعت في نيويورك وأخفقت في الوصول الى بيان مشترك.
وقد وصل الى بيروت، الثلاثاء، الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، في مهمة تحضيرية لزيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي.
رئيس مجلس النواب نبيه بري سئل عن مصير الحوار، بعد فشل اجتماع «اللجنة الخماسية» في نيويورك، فأجاب: «كنا ننتظر بيان الخماسية، فاذا بالدول تختلف في ما بينها»، وقال لصحيفة «نداء الوطن» عن مصير مبادرته الحوارية: «لا تقدم بعد.. مبادرتي رضي بها الجميع، لكن من كنت أريد ان يوافق عليها رفضها» ويقصد «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، وأضاف: «شفنا الأمور التي وضعها جبران باسيل في خطابه الاخير واللي ما بده يزوج بنته يغلي مهرها».
وعن المبادرة القطرية، قال بري: «صحيح هناك مبادرة قطرية والموفد القطري وصل الى لبنان، لكن لم يحصل اي تواصل معي بعد»، وعن مصير الرئاسة والحوار، قال بري: «يبدو أن الكنيسة القريبة لا تشفي كما تقول الامثال».
واضاف: «التحضير للحوار شغلي الشاغل بانتظار ان يقرر جبران باسيل خفض حمولته»، ولم يخف بري استغرابه رفض بعض النواب دعوته للحوار «فيما يعولون على حوار الخارج لانتخاب رئيس أو استبعاد آخر».
ومن نيويورك، قال الرئيس نجيب نقاتي ردا على اسئلة الصحافيين عن رأيه بترشيح العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية: «نتكل دائما على الخارج بينما الأساس هو اتفاق اللبنانيين»، وأضاف: «لم يفاتحنا احد باسم العماد جوزاف عون».
وأضاف ميقاتي لقناة «أل بي سي آي»: «ان انتخاب الرئيس لا يعني حل كل ازمات لبنان لكنه يفتح باب الأمل بالوصول الى حكومة جديدة.. بدم جديد».
يذكر أن سفير قطر الجديد في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني زار، امس الاول، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، فيما زار السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية في بنشعي (زغرتا).
صحيفة «النهار» البيروتية سألت: في ضوء الاشارات التي تلقاها فرنجية، من الداخل والخارج، وكلها تشير الى صعوبة استمراره في الحملة الرئاسية، ماذا لو تراجع عن ترشيحه وسمى قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة؟
في هذا الوقت، أرسل رئيس المجلس النيابي نبيه بري و«حزب الله» اكثر من اشارة الى فرنجية وسواه تؤكد استمرار «الثنائي» في تبني ترشيحه ولا احد سواه، بعد موجة ايحاءات باحتمال التوجه نحو مرشح آخر.
وكانت «الأخبار»، القريبة من «حزب الله»، نقلت عن مرجع سياسي لم تسمه، قول لودريان ان بلاده حصلت على معطيات تقول إن إعطاء اللجنة الخماسية (التي تضم الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية ومصر وقطر) يرفضون تسوية فرنجية للرئاسة مقابل رئيس حكومة حليف له.
الى ذلك، فان المصادر المتابعة توحي بأن رئيس المجلس نبيه بري لن يعقد جلسة حوارية أو تشاورية طالما استمرت مقاطعة المعارضة لجلسات الحوار، على الرغم من قناعته بأن مبادرته هي الوحيدة الجدية القائمة، على المستويين الداخلي والخارجي.
ويعتقد الشيخ نبيل قاووق المسؤول في «حزب الله»، أن هناك من يريد رئيس جمهورية بدون توافق وطني، بمعنى انهم يريدون تمديد الازمة الى مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس، اي الى مرحلة تكليف رئيس الحكومة وتأليف حكومة والاتفاق على البيان الوزاري لهذه الحكومة.
وانعقدت، امس، اللجنة المشتركة بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» في مقر «التيار»، في سن الفيل، وتابعت البحث باللامركزية الموسعة التي يطالب بها «التيار»، فضلا عن الصندوق الائتماني للغاز والنفط، وهما الشرطان اللذان حددهما باسيل للقبول بمرشح «حزب الله» لرئاسة الجمهورية.
في غضون ذلك، تشارك اكثر من جهة امنية ومخابراتية في التحقيق بحثا عن مطلق النار على السفارة الأميركية، في عوكر، وبلا طائل، حتى الآن، عدا ما سرب من معلومات وتحليلات، وآخرها القول إن مطلق النار تسلل الى المكان الذي اطلق النار منه، عبر باب مفتوح على الغابة المقابلة، واطلق مخزون مشطين من بندقية الكلاشينكوف، ثم فر تاركا المشطين الفارغين في المكان، وان الحديث عن سيارة رباعية الدفع لم يكن دقيقا.
وكتب النائب مارك ضو على منصة «X»: الاعتداء على السفارة الأميركية مستنكر ومدان وخطير، وعلى الاجهزة الامنية كشف الفاعل وإظهار الحقيقة.
واعتبر مصدر ديبلوماسي لصحيفة «اللواء» ان الرصاص الذي اطلق على السفارة الاميركية في بيروت تطور اقليمي بالغ الخطورة ومؤشر لمرحلة توتر.
على صعيد امني، حذر تقرير لأمن الدولة موجه الى المخابرات اللبنانية من مغبة صدام متوقع بين جناحي «الحزب القومي السوري الاجتماعي» في شارع الحمراء في بيروت، مع إصرار كل من جناحي النائب السابق اسعد حردان وربيع بنات على الاحتفال وبالتزامن، بذكرى عملية «الويمبي» التي نفذها القومي خالد علوان ضد جنود اسرائيليين في شارع الحمراء، وفيما حدد جناح بنات موعد احتفاله في الساعة 12 ظهرا حدد جناح حردان موعد احتفاله في الساعة 11 وفي نفس المكان.