قال قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إنه مستعد للحوار مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم «حميدتي»، الذي يقاتله من أجل السيطرة على البلاد.
وأكد البرهان، في مقابلة نادرة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي.سي» بعد خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، استعداده من حيث المبدأ للجلوس مع حميدتي والتحدث إليه «طالما أنه ملتزم بحماية المدنيين».
وقال البرهان: «نحن مستعدون للمشاركة في المفاوضات. إذا كانت قيادة هذه القوات المتمردة ترغب في العودة إلى رشدها وسحب قواتها من المناطق السكنية والعودة إلى ثكناتها فسوف نجلس مع أي منهم، خاصة إذا التزم بما تم الاتفاق عليه في جدة، سنجلس لحل هذه المشكلة».
ونفى قائد الجيش السوداني أن تكون قواته تستهدف المدنيين، رغم تقارير للأمم المتحدة ومؤسسات خيرية أخرى عن وجود أدلة لشنّ قواته غارات جوية عشوائية على المناطق السكنية، مؤكدا انهم «قوات محترفة، نعمل بدقة ونختار أهدافنا في المناطق التي يتواجد فيها العدو فقط. نحن لا نفعل ذلك.. لا نقصف المدنيين ولا نستهدف المناطق السكنية».
وكان «حميدتي» قد أعلن موافقته على التفاوض في رسالة بالفيديو بثت مؤخرا، وقال إنه أيضا مستعد لبدء محادثات سياسية.
ونفى البرهان أن يصبح السودان دولة فاشلة مثل الصومال أو دولة مقسمة مثل ليبيا، وقال بحدة خلال المقابلة مع «بي.بي.سي» إن «السودان سيبقى موحدا. السودان سيبقى دولة سليمة، وليس دولة فاشلة. لا نريد ما حدث في الدول الأخرى التي ذكرتها. الشعب السوداني الآن متحد خلف قضية واحدة، إنهاء هذا التمرد سلميا أو بالقتال».
وعلى الرغم من تأكيده «واثق» من هزيمة قوات الدعم السريع، اعترف البرهان بأن القتال أجبره على الخروج من العاصمة وأوضح بالقول «في الخرطوم، لا تستطيع البعثات الديبلوماسية والوزارات وجميع الأجهزة الحكومية القيام بواجباتها بشكل طبيعي، لأنها منطقة حرب، هناك قناصة وعمليات عسكرية تجري. ولهذا السبب لا يمكن لأي كيان أن يعمل الآن في الخرطوم».
في غضون ذلك، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن نحو 5.3 ملايين شخص فروا من الحرب في السودان منذ منتصف أبريل الماضي.
وقال «أوتشا» في أحدث تقرير له «داخل السودان، نزح أكثر من 4.2 ملايين شخص إلى 3929 موقعا في كل الولايات السودانية الـ 18 حتى 19 سبتمبر» الجاري.
ونقل المكتب عن وكالة الأمم المتحدة للاجئين قولها إن أكثر من مليون شخص عبروا حدود السودان إلى الدول المجاورة، ومن بينها جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
وأشار إلى أن المناشدات الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة تعاني من ضعف التمويل بشدة، حيث لم يتم تقديم سوى 31% من الاحتياجات المطلوبة.
ووفقا للتقرير «يتعين على المانحين زيادة التمويل الإنساني للمنظمات المحلية والدولية التي تقدم المساعدات الحيوية في السودان والدول المجاورة».