بيروت ـ عمر حبنجر
يتحرك الأمل بإمكانية حل الأزمة اللبنانية مع التحرك القطري البعيد نسبيا عن الأضواء، والمشحون بدعم من «اللجنة الخماسية» الخاصة بلبنان، فيما تتجدد الدعوات من كل مكان لانتخاب رئيس الجمهورية.
فقد أشار النائب ميشال ضاهر في تصريحات على حسابه عبر منصة «إكس» إلى أنه «يبدو أن خارطة طريق الإنقاذ قد وضعت على نار حامية أخيرا، تبدأ بانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية وبأكثرية ساحقة، على أمل أن يليها تشكيل حكومة إنقاذية بصلاحيات استثنائية، بعيدا عن المحاصصة».
وقال «إنني كنائب في البرلمان اللبناني، أطالب منذ الآن بإعطاء صلاحيات استثنائية في المواضيع المالية والاقتصادية لفترة محدودة لمجلس الوزراء المقبل، لأن المرحلة تحتاج الى قرارات جريئة وحاسمة واستثنائية، بعيدا عن المزايدات الشعبوية التي أصبحت سمة المجلس النيابي بكل أسف».
ومن أستراليا تابع البطريرك الماروني بشارة الراعي دعواته لانتخاب رئيس الجمهورية، وقال في عظة له امس: «إن الكنيسة لن تترك لبنان وشعبه فريسة للاستكبار ولن تسكت عن تعمد تغييب رئيس الجمهورية المسيحي في كل أسرة جامعة الدول العربية».
واضاف في قداس اليوبيل الذهبي للابرشية المارونية في استراليا: «إن القانون والدستور مستباحان في لبنان من قبل النافذين وان الأحزاب تحمي المرتكبين».
ورد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان من بيروت على عظة الراعي في استراليا قائلا: «القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريدون رئيسا للجمهورية».
أما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران إلياس عودة فلاحظ أن ما يحدث في لبنان هو أن كل طرف يبحث عن أخطاء الطرف الآخر حتى يعرقله، وتاليا يتعرقل العمل النافع للجميع، بسبب الخصومات والمناكفات والحقد والمصالح».
وتساءل عودة، خلال عظته في كاتدرائية القديس جاورجيوس بيروت أمس: «لم لا يتبارى المسؤولون بالمواهب الفضلى، أي يعملون بطريقة متكاملة بصدق وأمانة، عوض أن يحاول كل واحد أن يهدم عمل الآخر لتظهر أناه».
في هذا الوقت، واصل الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني اتصالاته في بيروت، بعيدا عن الإعلام، تحضيرا لزيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي.
يذكر أن بن فهد كان التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وأبلغهما السعي لمرشح رئاسي ثالث، لكن بري ورعد أبلغاه بتمسكهما بسليمان فرنجية، واستنتجت المصادر المتابعة من ذلك ان بري والحزب يفضلان ابلاغ موقفهما، الاخير والنهائي، الى الوزير القطري القادم الى بيروت.
في غضون ذلك، تلقى رئيس مجلس النواب الرد على الرسالة الحوارية التي بعث بها الى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع حول مشاركتهما في الحوار الذي يعتزم الدعوة اليه في مجلس النواب، وقد جاء رد «القوات» عبر النائب ملحم رياشي الذي اكد المؤكد أن بري «يستطيع ان يدعو للحوار الذي يريده ولكن ما يعنينا كقوات اننا لن نلبي دعوة لحوار نعده مخالفا للدستور ونرفض تكريس أعراف جديدة».
أما باسيل فقد جزم بأن «التيار لا يمكن أن يكون ضد الحوار المجدي والنافع، ولكن «التيار» حريص على نجاح الحوار. وردا على ما وصفت بأنها شروط التيار للحوار، قال باسيل في لقاء شعبي في القبيات، بإطار جولة قام بها بمشاركة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، في قرى قضاء عكار: «نحن لم نضع شروطا ولكن حددنا الظروف التي تؤدي إلى نجاح الحوار، أي لانتخاب رئيس وفق برنامج، لأن البرنامج هو أهم من الشخص في هذه الظروف». ورأى أنه «إذا أبدى التيار الايجابية والاستعداد، فيجب ان يكون الجواب بالمرونة وليس بالفرض، لأنه ثبت ان الفرض لا ينجح معنا».
هذا، ويتجلى الانقسام اللبناني الحاد، بالانقسام الذي شهدته منطقة الحمراء في بيروت، حيث اقيم احتفالان منفصلان لجناحي «الحزب القومي السوري الاجتماعي» في ذكرى عملية الويمبي التي نفذها القومي خالد علوان، وأفضت الى قتل عدد من الجنود الإسرائيليين في المقهى الذي كان يحمل اسم «ويمبي».
وأحيا جناح ربيع بنات في الحزب، الذكرى بحضور رئيسه وعدد من الشخصيات السياسية تقدمها النائب حسن مراد. وفي ذات الوقت تقريبا كان جناح أسعد حردان في الحزب يحتفل بالمناسبة في شارع البريستول القريب من شارع الحمراء.
وقد انتشرت قوى الأمن الداخلي على نطاق واسع، على صورة فاصل بين جناحي الحزب الواحد الذي شطرته بعض التدخلات الخارجية.
وكانت احتفالات «القومي» تشهد عروضا عسكرية أضخم من العرض الذي جرى أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذها وزير الداخلية بسام مولوي لمنع التصادم بين جناحي الحزب.