تجددت الاشتباكات المسلحة في ريف دير الزور بين مقاتلي القبائل وقوات سوريا الديموقراطية «قسد» في مناطق متفرقة من محيط بلدة ذيبان شرقي المحافظة، رغم إعلان قسد في وقت سابق انتهاء التوتر مع مسلحي العشائر الشهر الماضي.
وأفاد موقع «عنب بلدي» بأن مقاتلي العشائر العربية شنوا أمس، هجوما متزامنا على ثلاث نقاط عسكرية لـ «قسد» التي يسيطر عليها الاكراد بمحيط بلدة ذيبان، ما أسفر عن تدمير معدات عسكرية، وخسائر بالأرواح.
الهجوم سبقه بساعات استقدام «قسد» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركا، لتعزيزات إضافية من «القوات الخاصة» إلى ريف دير الزور الشرقي، وجمعت جزءا من قواتها في بلدة جديد عكيدات على ضفة نهر الفرات الشرقية.
وفرضت «قسد» عبر مكبرات الصوت في المساجد، حظر تجوال شامل في المناطق التي شهدت اشتباكات، خصوصا في بلدات الصبحة، والدحلة، وأبريهة، والبصيرة، عقب التحركات التي نفذتها قوات العشائر، وسيرت «قسد» دوريات عسكرية في القرى نفسها بعد أن أمهلت المدنيين دقائق لالتزام منازلهم. ونقل موقع «عنب بلدي» أن «قسد» أعلنت عبر مكبرات الصوت في مساجد القرى المذكورة أن القناصين سيستهدفون أي شخص يخالف حظر التجوال.
وقال ناشطون إن «قسد» استهدفت بلدة ذيبان بقصف عشوائي بقذائف الهاون، بعد انتشار تسجيلات مصورة لسيطرة مقاتلي العشائر على نقاط عسكرية تابعة لها.
وذكر موقع تلفزيون «سوريا» أن مقاتلي العشائر سيطروا على 10 نقاط ومقار من أصل 14 تابعة لقسد كانت تتمركز فيها في منطقة ذيبان.
وعمدت قسد إلى تعزيز نقاطها في محيط قرية العزبة شمال شرقي مدينة دير الزور خشية من تقدم العشائر إليها.
وقال ناشطون في تغريدات على تويتر أن نقطة عسكرية ضخمة تابعة لقسد تعرضت لهجوم هو الأعنف منذ أسابيع شنه مقاتلو العشائر في ذيبان، وتمكنوا خلاله من إعطاب مركبة عسكرية، وقتل وأسر عدد من العناصر في حين لاذ البقية بالفرار.
كما هاجم أبناء القبائل نقاط قسد في قرية أبو النيتل شمالي دير الزور بناحية الصور، بينما سحبت قسد جميع عناصرها من قرية الحوايج المتاخمة لذيبان وتحصنوا في إحدى المدارس بالقرية خشية من استهدافات مقاتلي العشائر.
وكانت مواجهات مماثلة اندلعت نهاية اغسطس الماضي، في أرياف دير الزور على خلفية اعتقال «قسد» قائد «المجلس العسكري»، أحمد الخبيل (الملقب بـ «أبو خولة»، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي «المجلس»، وبدأت اشتباكات عسكرية وصفت بـ«العنيفة» في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة «قسد» بالكامل، ثم عاودت «قسد» احتواء التوتر فيها.