نعى فنانون ومثقفون سوريون أمس الروائي والكاتب والشاعر السوري الحائز جوائز عربية وعالمية عدة، خالد خليفة الذي وافته المنية أمس الأول، عن عمر يناهز الـ 59 عاما، إثر أزمة قلبية مفاجئة، وفق ما أفاد مصدر مقرب من عائلته.
وأفاد صديقه الصحافي يعرب العيسى، الذي رافقه خلال الأيام الأخيرة، «لقد توفي داخل منزله وحيدا في دمشق.. اتصلنا به كثيرا ولم يرد، وحضرنا إلى منزله فوجدناه ميتا على الأريكة».
وقال الأطباء في مستشفى العباسيين في دمشق إن تشخيص الوفاة هو أزمة قلبية.
وعرف خليفة، المتحدر من بلدة مريمين في ريف عفرين شمال مدينة حلب والمولود عام 1964، في أوساط الثقافة السورية بعد مسلسلات سورية عدة كتبها مطلع التسعينيات ولاقت رواجا واسعا.
وذاع صيته بعد تأليف روايته «مديح الكراهية» التي ترجمت إلى ست لغات، وجذبت اهتماما ووصلت للقائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى عام 2008 المعروفة بجائزة «بوكر العربية».
وحازت رواية «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» عام 2013 على جائزة نجيب محفوظ للرواية، أحد أبرز الأوسمة الأدبية العربية، ووصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية.
ومن أشهر رواياته والتي تحمل إسقاطات على واقع السوريين روايات «لم يصل عليهم أحد» عام 2019، و«الموت عمل شاق» عام 2016، و«دفاتر القرباط» عام 2000، و«حارس الخديعة» عام 1993، ومن أشهر المسلسلات التي كتبها «قوس قزح» و«سيرة آل الجلالي».
ورشحت مجلة «إيكونوميست» البريطانية لجمهورها رواية خليفة «لم يصل عليهم أحد» ضمن قائمتها «المختارة» للقراءة هذا الخريف.
ويعود خليفة فيها بالزمن إلى القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، إلى تخوم مدينة حلب حيث فاض نهر عام 1907 «جرف عمرا من الحياة الهانئة على ضفتيه».
عرف خليفة بموقفه المناهض للسلطات وانتقاده لسياساتها في مقالاته ومقابلاته الإعلامية.
ونعى رجال فكر سوريون وعرب خليفة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب ناشطين سياسيين داخل سورية وخارجها.
ونعى الكاتب والأكاديمي السوري سلام كواكبي بكلمات «وداعا أيها الطيب»، وكتب الروائي خليل صويلح «يا لفجيعتنا، سنتحمل موته الشاق وحدنا».
وقال الفنان مكسيم خليل في نعوة على حسابه في منصة «اكس» ناعيا: خالد خليفة.. الكاتب والروائي السوري انظر من هناك.. لك الكثير على هذه الأرض. السلام لروحك والعزاء والصبر للأصدقاء والمحبين.. خسارة كبيرة هذا الغياب.
وقالت الكاتبة والروائية سمر يزبك: يا للخسارة ويا للفاجعة! خالد خليفة!
أما الفنان باسم ياخور فقد كتب في منشور على فيسبوك «تلقيت نبأ رحيل الصديق الكاتب خالد خليفة بألم وحزن شديدين خالد برواياته المدهشة وبأعماله التلفزيونية الجميلة من سيرة آل الجلالي الى المفتاح هو خسارة ابداعية وفنية لا تعوض روحك في السما يا صديقي إنا لله وإنا إليه راجعون، الله يصبر أهلك ومحبيك».
وعبر الملحن والمطرب سمير شقير عن صدمته وحزنه للرحيل المفاجئ «للصديق الجميل الروائي المتألق خالد خليفة، خسارتك يا صديقي الغالي، كنا ننتظرك لتخبرنا كعادتك عن تفاصيل الحياة في البلد، ونراها بعينيك كم هي جميلة وكم هي متألمة وكم تشتاقنا».
وأضاف «انا متأكد ان اكتئابك وحزنك عليها هو من جعلك تغادرنا باكرا، لعل قلبك لم يحتمل كل هذا الدمار».