تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس منع «الإرهابيين» من تحقيق «أهدافهم»، بعد ساعات من هجوم استهدف مجمعا أمنيا في وسط أنقرة قبيل افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، فيما قال وزير داخليته علي يرلي قايا إن رجال الشرطة منعوا وقوع المزيد من التفجيرات.
هذا، وتبنى حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» الذي تصنفه تركيا إرهابيا الهجوم الانتحاري.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن موقع إخباري مقرب من الحزب قوله إن مجموعة تسمى «كتيبة الخالدون» نفذت تفجيرا في أنقرة.ووصل اردوغان إلى مقر البرلمان كما كان مخططا له، حسبما أفادت وكالة فرانس برس. وأكد في خطابه أمام النواب أن «الإرهابيين لن يحققوا أهدافهم أبدا». وقال إن «الأشرار الذين يهددون سلام وأمن المواطنين لم يحققوا أهدافهم ولن يحققوها أبدا».
وقال أردوغان في هذا الخصوص: «العملية التي جرت، وتم خلالها تحييد قاتلين اثنين نتيجة لتدخل قواتنا الأمنية في الوقت المناسب، تمثل الأنفاس الأخيرة للإرهاب».
وتطرق إلى مسألة إعداد دستور جديد للبلاد، قائلا: «الشعب الذي تحدى أسلحة الانقلابيين ليلة 15 يوليو 2016، يستحق تتويج كفاحه الديموقراطي بدستور مدني». وتابع: «كما أن تنظيم «غولن» الإرهابي لن يبصر النور مرة أخرى في تركيا، فمن المستحيل أيضا إقدام تنظيمات مماثلة على خيانات جديدة».
واستهدف الهجوم، مقر الشرطة ووزارة الداخلية الواقعين في المجمع نفسه وسط أنقرة بالقرب من مبنى البرلمان.
ووقع الهجوم في الشارع، حيث تقع وزارة الداخلية، والذي كان شبه مقفل وسط هطول أمطار غزيرة، وباستثناء العنصريين الأمنيين والمهاجمين، لم يؤد الهجوم الى وقوع ضحايا آخرين.
وقال وزير الداخلية علي يرلي قايا في تصريح للصحافيين من أمام الوزارة إن الهجوم أدى إلى إصابة اثنين من عناصر الشرطة، ونفذه رجلان فجر أحدهما نفسه وأصيب الآخر برصاصة «في الرأس».
واضاف قايا إن «إرهابيين اثنين وصلا على متن مركبة تجارية أمام بوابة الدخول إلى الإدارة العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية ونفذا عملية تفجير». وأضاف للصحافيين أن «أحد الإرهابيين قام بتفجير نفسه فيما قتل الآخر برصاصة في رأسه قبل أن تتاح له فرصة تفجير نفسه».
وأشار إلى أن «اثنين من عناصر الشرطة أصيبا بجروح طفيفة» في تبادل إطلاق النار، لكن حياتهما ليست في خطر. ورفض الوزير تأكيد ما إذا كانت السيارة المستخدمة في الهجوم مسروقة، كما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وسمع دوي انفجار قوي على بعد عدة كيلومترات. وأظهر مقطع فيديو سجلته كاميرا مراقبة، سيارة رمادية اللون تقف ببطء أمام مقر الشرطة.
ونزل الراكب الأمامي وتقدم شاهرا سلاحه، قبل أن يطلق النار ويقوم بتفجير نفسه أمام نقطة الحراسة.
واندفع رجل ثان بدوره، لكنه اختفى من الصورة خلف الدخان والغبار الناتج عن الانفجار الذي تسبب أيضا في اشتعال النيران. وقال وزير الداخلية إن الرجل الثاني قتل، داعيا وسائل الإعلام إلى التوقف عن بث صور الهجوم على شبكات التواصل الاجتماعي.
بدوره، أفاد مركز شرطة أنقرة على منصة «إكس» بأنه نفذ عمليات «تفجير مضبوطة» لـ«طرود مشبوهة» خوفا من هجمات أخرى، ودعا السكان لعدم الذعر.
كذلك، أعلن مكتب المدعي العام في أنقرة عن فتح تحقيق وفرض حظر على الوصول إلى منطقة الهجوم. كما طلب من جميع وسائل الإعلام المحلية، وخصوصا القنوات التلفزيونية، التوقف فورا عن بث الصور من مكان الهجوم، وهو ما التزمت به القنوات على الفور.
وظل الشارع مطوقا من قبل الشرطة حتى منتصف النهار.
وفي السياق، سارع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الذي من المقرر ان يصادق البرلمان التركي خلال دورته العالية على انضمام بلاده الى حلف شمال الاطلسي «الناتو» إلى الإعلان في بيان أن بلاده «تؤكد مجددا التزامها بالتعاون طويل الأمد مع تركيا في الحرب ضد الإرهاب».
كذلك، قدم عدد من المسؤولين الأجانب دعمهم لتركيا، معربين عن «تضامنهم» وإدانتهم للهجوم. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنه «مصدوم». كما أدانت ألمانيا والمملكة المتحدة وسفارة الولايات المتحدة في أنقرة الهجوم.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين للهجوم الارهابي. وأكدت الوزارة وفق بيان نقلته وكالة الانباء السعودية «واس»، رفض المملكة التام لكل أشكال العنف والإرهاب والتطرف، مجددة دعم المملكة لكل الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره وتجفيف منابع تمويله، ومعربة عن خالص التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل والأمن والسلامة لتركيا وشعبها الشقيق.
كما أدانت مصر بـ «أشد العبارات»، الهجوم الإرهابي، وأكدت، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، تضامنها الكامل مع تركيا حكومة وشعبا، معربة عن خالص التمنيات بسرعة الشفاء للمصابين.
وأعادت مصر «التأكيد على موقفها الثابت الذي يرفض كل أشكال الإرهاب والعنف المؤدي إلى زعزعة الاستقرار وترويع المواطنين». بدورها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية الهجوم، وأكدت الوزارة، في بيان صحافي أوردته وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، «تضامن المملكة مع الجمهورية التركية، ورفضها واستنكارها التام لجميع أشكال العنف والإرهاب، والتي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار»، معربة عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.