بيروت ـ عامر زين الدين
عقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا موسعا في دار الطائفة في بيروت أمس، حضره إلى جانب شيخ العقل للطائفة الشيخ د.سامي ابي المنى النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ووزراء ونواب وأعضاء المجلس المذهبي وفعاليات وشخصيات درزية عدة.
افتتح الجلسة شيخ العقل بكلمة قال فيها «لعل الموضوع الأهم أيها الأخوة هو موضوع الحراك المطلبي في السويداء، إذ هو موضوع أساسي نقاربه باعتبار أن الموحدين الدروز عائلة توحيدية معروفية عربية واحدة، وأن هناك قرابة روحية ودموية وثقافية وتاريخية فيما بينهم، غير أنهم يعيشون في أوطان لها سيادتها واستقلالها وحدودها. وإذا كنا لسنا في وارد التخلي عن أهلنا هنا وهناك وهنالك، فهذا لا يعني أننا في وارد التدخل المباشر في شؤون أوطانهم التي يعيشون فيها، فهم أدرى بحالهم، ونحن قلنا منذ اليوم الأول للتحرك إنه لا بد من التعاطي مع الأمور والقضايا بوعي وحكمة، وأكدنا مع أصحاب السماحة في الجبل الأشم على أحقية المطالب الشعبية وضرورة احترام كرامة الجبل، إذ هو جبل العروبة والثورة ضد الاستعمار، وعنوان وحدة سورية. وفي المقابل، فقد نبهنا إلى أهمية عدم خروج التحرك عن طابعه الوطني السلمي، وألا يكون فيه أي مجال للكلام المسيء والتهجم المقيت على أي من المرجعيات الروحية أو السياسية في الطائفة، فهذا أمر مستنكر إن حصل، فالحرية المضبوطة بالوعي تتيح التعبير عن المطالب الواقعية والمشروعة التي أهملتها الدولة طويلا وعجزت عن تحقيقها أو توانت، ولكنها لا تبيح الاعتداء أو التطاول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وهو ما لا نعهده في مجتمعنا المعروفي المحافظ، والذي أكد، بما لا يقبل الشك، أن التحرك الشعبي المطلبي الراقي كان عنوانه منذ البداية وحدة الشعب ووحدة البلاد، وهو ما لمسناه وما أكدناه مع قيادة الجبل الروحية، من ضرورة التشديد على وحدة أبناء السويداء لتكون سبيلا للوحدة الوطنية، بعيدا عن أي شعارات انفصالية دخيلة لم تكن يوما مطلب طائفتنا في أي مكان وزمان، فالمسلمون الموحدون الدروز ليسوا خونة ولا متآمرين، ولن يكونوا على الإطلاق، وإن طالتهم بعض الاتهامات من بعض الأقلام المأجورة، فهذه لا قيمة لها ولا صحة ولا اعتبار أمام وقائع التاريخ».
وبعد الاجتماع، قال وليد جنبلاط «اجتمعنا في هذه الدار الكريمة وتشاورنا حول شتى الأمور الداخلية التي تتعلق بطائفة الموحدين الدروز والمتعلقة بالبلاد، وكانت جلسة مفيدة للتشاور، ولابد من تكرار هذه الجلسات».
وأضاف «تطرقنا إلى الأوضاع في جبل العرب وشخصيا وسماحة الشيخ أيضا نؤكد على ذات التوجه في تأييد هذا الحراك السلمي في جبل العرب وتفادي الدخول في أي صراعات داخلية أو غير داخلية هذا كل ما جرى اليوم، وشكرا والسلام عليكم».