نستبشر خيرا مع تطبيق رؤية «كويت جديدة» أن تشمل هذه الحداثة ملفي الصحة والتعليم بمزيد من الاهتمام حتى نصل إلى ما يستحقه هذا الوطن الطيب من التقدم المأمول وتقديم أفضل الخدمات الصحية والتعليمية لأبناء الشعب الكويتي الكريم.
فرغم أهمية الملفات الأخرى مثل الاقتصاد والإسكان والسياحة والترفيه وغيرها، فإن هذين الملفين تحديدا يمثلان رافعة تقوم عليها نهضة أي بلد وتقدمه وازدهاره. إذ ان التعليم يقدم أجيالا تحمل مشعل الحضارة بفكر مستنير وعقل راجح وإمكانات علمية تسهم في الابتكار والإبداع وتنفيذ خطط التنمية على أكمل وجه، فلا تقدم بغير تعليم جيد يوفر الكوادر البشرية القادرة على بناء أسس هذا التقدم والعمل الصحيح من أجل الحفاظ عليه وزيادته، بناء على تفكير عملي مدروس، يتناسب مع ما يشهده العالم من حولنا من تطور تكنولوجي في مختلف المجالات. وهكذا يمكن القول إنه في المدرسة يتم وضع أساس النهضة ثم يتم البناء على هذا الأساس. ومن الممكن في هذا الشأن الاستفادة من خبرات الدول التي تتشابه ظروفها معنا، وليس أقرب لنا من دول مجلس التعاون الخليجي التي يجمعنا معها وحدة الدم والمصير المشترك، وكذلك الثقافة والعادات والتقاليد، بل حتى الظروف المناخية المتشابهة. ومن هذه الدول من لديها خطط تعليمية متميزة أوصلتها إلى ترتيب عالمي متقدم في مجال التعليم.
أما الصحة فإن الاهتمام بها من مستلزمات الازدهار، فلا تقدم لشعب ما لم يتم توفير الخدمات الصحية كأفضل ما يكون حتى لا ينشغل أفراده عن العمل والبناء بحرب غير متكافئة مع الأمراض والمشاكل الصحية التي من شأنها ان تعطل أي مسيرة نحو الازدهار المنشود. ومن مظاهر الاهتمام بالصحة زيادة المنشآت الصحية لتوفير الخدمات للجميع دون تأخير، والعمل على زيادة تدريب وتأهيل كوادرنا الوطنية، ومنهم كفاءات على أعلى مستوى، وكذلك استقدام ما يلزم من الخبرات الطبية من الخارج لسد أي نقص في هذا الشأن، ولتقليل السفر للعلاج بالخارج ما أمكن، وبذلك نكون وفرنا للمرضى الراحة من عناء السفر ووفرنا ماديا بتقليل النفقات، وكذلك فإن احتكاك أطبائنا مع الكفاءات العالمية من شأنه أن يزيد من خبراتهم وهو ما يفيدنا طبيا في المستقبل.
إن «الفقر والجهل والمرض» مثلث خطير اتفق علماء الاجتماع على أنه ما اجتمع على أمة أو جماعة أو شعب أو دولة إلا فتك بها وأوردها المهالك بعد أن يقصيها بعيدا عن ركب الدول المتقدمة، أما وقد وهبنا الله من النعم ما جنبنا الفقر، فلنعمل على أن نبقى بعيدين عن الجهل والمرض، وعندئذ نكون قطعنا شوطا كبيرا نحو نهضتنا المنشودة.
[email protected]