تعتبر الثقافة في حد ذاتها مصطلحا معقدا، وغالبا ما تستخدم للإشارة إلى العرق والدين واللغة والعادات والتقاليد، لكنها أيضا مصطلح أكثر عمقا، حيث تشمل السلوكيات والمعتقدات والمبادئ والقيم والسن، كما أنها تشمل التعليم والسياسة، وتشمل الزي وحتى الموسيقى والفنون الشائعة.. إلخ، كل هذا وأكثر هو في الحقيقة جزء من ثقافاتنا باختلافها، والتي يتم توارثها وتناقلها وتطويرها عبر الأجيال.
فالأشياء والممارسات التي تعلمتها في صغرك هي التي تحدد هويتك وثقافتك الآن، وتؤثر في الطريقة التي تتفاعل بها مع الآخرين والعالم من حولنا.. ونتيجة لذلك، فإن فهم الثقافات المختلفة وممارساتها وعاداتها أمر بالغ الأهمية في بناء مجتمع أكثر شمولا.
ولفظ ثقافة تم اشتقاقه من مفردة لاتينية تعني زراعة، وفيها إشارة للميل ناحية الأرض، والمجهود المبذول لنمو وازدهار تلك الأرض.
أي باختصار تعني الازدهار، وهذا المصطلح فيه دلالة على مختلف الأمور المادية، وفيه الدلالة على كل قناعات الأفراد المكونين للمجتمع، وكل الآراء التي تخص الأشخاص فيما حولهم، ويتضمن أيضا المعتقدات الدينية والقيمية، الأخلاق، والعادات والتقاليد والأعراف، بكونه مسهما وبشكل كبير في أن يبني ويعزز من الأفكار الإيجابية لكل فرد في المجتمع.
فالثقافة هي جانب أساسي من حياتنا، وتشكلنا كبشر وتحدد من نحن.. كونها كما ذكرنا تشمل معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وطريقة حياتنا.. التعلم عن الثقافة أمر حيوي، لأنه يساعدنا على فهم وتقدير تنوع البشرية.
وهوية الإنسان الثقافية تستمر في التطور بتفاعلاته الحياتية مع غيره من البشر سواء في نفس نطاق ثقافته أو خارجها،
مع احترام الاختلافات الاجتماعية والثقافية والاعتراف بها.
فبتقدير تلك الاختلافات بين الناس والمجتمعات، والاعتراف بتنوعها واحترامها، سيتم تعزيز التسامح والوحدة في المجتمع، أكثر من أي وقت مضى، ذلك لأنها أمر ببالغ الأهمية في تعزيز الوئام الاجتماعي والتسامح في مجتمع اليوم، وتساهم في احتضان التقاليد والممارسات والعادات.
وتقبل التنوع الثقافي أحد أهم العوامل التي تساعد على انتشار السلام والمحبة في المجتمعات، بالأخص في عصر العولمة الحالي.
فهي تعتبر عاملا أساسيا وحيويا لبناء وتنمية المجتمع، حيث تحدد كيفية تجاوب أفراده مع بعضهم، وتمنح الفرد شعورا بالانتماء لمجتمعه، وتوفر الاستقرار لأفراد المجتمع، مما يعزز لديهم الشعور بالأمن والأمان، وتمنح الأشخاص سهولة التواصل فيما بينهم، مما يعزز وحدتهم، ويربطهم بتاريخ أجدادهم ويمنحهم الفرصة لمعرفته أكثر.
كما تسهم بشكل كبير في منح الفرد القدرة على فهم المواقف الاجتماعية المتعددة، وفهم الأشخاص الآخرين ومعرفة الطريقة التي يتفاعلون بها فيما بينهم، مما يساهم في مراعاة العادات والمعايير الثقافية للمجتمع، وكيفية التصرف بناء عليها، فيكتسب الفرد القدرة على التعايش مع مختلف الثقافات التي قد تتغير بمرور الزمن.
وذلك لكون الثقافة بمنزلة سلوك واحد يشترك فيه العديد من الأفراد بالمجتمع الواحد، وهذا السلوك، أو تلك المعرفة نتاج التربية المجتمعية للأفراد، حيث إن لها دورا في كل تطور يلحق بنا، وفي شتى المجالات، فجوانب الثقافة والفكر عديدة، وللثقافة دور في المجتمع لا يمكن تجاهله، الثقافة تعد من بين أهم العوامل التي بها تتطور الأمم.