بيروت - يوسف دياب
أصدرت قاضية التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار، قرارها الظني في قضيّة خطف وقتل الشيخ شعيب أحمد الرفاعي، وأماطت اللثام على الملابسات التي أحاطت بالجريمة التي ارتكبها رئيس بلدية القرقف (عكار) الشيخ يحيى الرفاعي مستعينا بنجله وأبناء شقيقته، والتي كادت تؤدي إلى فتنة بين أبناء البلدة الواحدة والعائلة الواحدة.
وطلبت القاضية نصار في قرار ظنّي أصدرته، إنزال عقوبة الإعدام بحق كل من يحيى عبدالكريم الرفاعي (رئيس البلدية)، ونجله علي يحيى الرفاعي، وأبناء شقيقه الأول يحيى محمد الرفاعي، عبدالكريم محمد الرفاعي وأحمد محمد الرفاعي، بجرمي خطف المغدور وقتله عمدا وعن سابق تصور وتصميم، وإخفاء معالم الجريمة.
وأفادت وقائع القرار الظني، أن عبدالقادر الرفاعي شقيق الشيخ المغدور تقدم في 21 فبراير الماضي بادعاء أمام مخفر برقايل، أفاد فيه بأن شقيقه غادر منزله الكائن في بلدة القرقف العكارية باتجاه طرابلس بعد ظهر يوم 20 فبراير (قبل يوم من الادعاء) ولم يعد وانقطع الاتصال به نهائيا.
بالاستناد إلى هذا الادعاء بدأت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تحقيقاتها وجمع المعلومات والتحريات، وعثرت على سيارة المغدور وهي من نوع هوندا متوقفة في محلة راسمسقا قرب مستشفى هيكل، وبناء على تحقيقات مكثفة تبين أن علي الرفاعي ابن رئيس بلدية القرقف الشيخ يحيى الرفاعي قد تجرّع حقد والده على منافسه لرئاسة البلدية الشيخ أحمد شعيب الرفاعي ودخل في دوامة خلافاتهما المزمنة والتي وصل بعضها الى القضاء، وقد اتفق الوالد والابن على استدراج الشيخ أحمد لتنفيذ مشروعهما الإجرامي ضده فاشترى علي قبل شهرين من تنفيذ المهمة هاتفين خلويين وهو ما يعرف بالخطين الأمنيين، وبعد مرور شهر على شراء الخطين، بدأ بالتواصل مع الشيخ أحمد وأوهمه بأنه فتاة لديها مشاكل وخلافات وهي بحاجة للمساعدة وقد عمد علي إلى إخبار والده بالإيقاع بالشيخ المغدور فبارك له والده هذه الخطوة.
وإمعانا منه في تنفيذ المخطط بكلّ تفاصيله، استمرّ علي بالتواصل مع الشيخ أحمد تمهيدا لساعة الصفر، عبر إعطائه موعدا للقائه في طرابلس قرب الجامعة العربية، وتبين أنه قبل الموعد أقدم علي بمعاونة ابن عمته أحمد محمد الرفاعي على تجهيز حفرة بعمق حوالي 3 أمتار في مكب للنفايات في محلة «سدة البارد»، ويوم الجمعة في 17 فبراير، اتفق علي مع أولاد عمته أحمد ويحيى وعبدالكريم وبحضور والده رئيس البلدية على تنفيذ العملية التي تقضي بخطف الشيخ أحمد وقتله ورمي جثته في الحفرة التي أعدت لذلك، وتبين أن علي أكد مع أولاد عمته على تنفيذ العملية وأبدوا كامل استعدادهم لإنجازها يوم الأحد 19 فبراير الماضي.
عندما حانت ساعة الصفر، وفي 19 فبراير، ارتدى جميع المدعى عليهم ملابس عسكرية مرقطة وباشروا بمخططهم الإجرامي، وتبين أن الشيخ المغدور حضر بسيارته إلى الموعد المحدد فنفذت المجموعة عملية خطفه بعد قطع الطريق عليه وإنزاله من سيارته وضربه على رأسه بالبنادق الحربية وتم وضعه في صندوق سيارة «كيا» سوداء كان يقودها الشيخ يحيى، وقد أقدم علي (نجل رئيس البلدية) في منطقة المعرض على قتل الشيخ عبر إطلاق النار عليه من مسدس حربي مرتين واحدة في صدره وأخرى في رأسه داخل صندوق السيارة ثم قاموا بدفن الجثة في الحفرة التي في مكب النفايات.
واعتبرت القاضية نصار أن أفعال المدعى عليهم: يحيى عبدالكريم الرفاعي، علي يحيى الرفاعي، يحيى محمد الرفاعي، عبدالكريم محمد الرفاعي وأحمد محمد الرفاعي من نوع جنايتي المادتين 549 و 569 من قانون العقوبات التي تنص على الإعدام، وإحالتهم إلى محكمة الجنايات لمحاكمتهم.