القلب نبض الحياة، ومن دونه لا يعيش الانسان، فإذا كان صحيحا قويا قوي البدن معه، واذا اعتل ومرض اصبح البدن واهنا، وكذلك الايمان ومحله القلب، قال تعالى (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ـ الحج: 46)، فقد اخبرنا الله عز وجل ان القلب محل العقل والارادة، فإذا صح إيمانه انعكس على قوة قلبه وخشوع قلبه، والضد من ذلك القلب الميت الذي لا يتأثر بالموعظة، قال تعالى (فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون ـ النحل: 22)، يذكرني هذا بمثل القلب الحي النقي لقصة حدثت لطفل عمره عشر سنوات، سمع وصف النار وأهوالها لأول مرة فانهار بالبكاء حتى تعجب اهله منه.
وطفل آخر سمع لأول مرة وصفا عن مرض سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ووفاته، فانهار بالبكاء الشديد وامه تهدئه وتقول له: لقد كان ذلك منذ 1440 سنة يا بُني!
إن صفاء القلوب تذكرني باعتناء سلف الامة بقلوبهم وما نقرأ ونسمع عنهم من القصص العجيبة، نسأل الله صفاء قلوبنا وطهارتها كمثل هذين الطفلين.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا لطاعتك.