أعلن محمد الضيف (أبوخالد) القائد العام لـ «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس» الفلسطينية بصوت واضح جهوري ومباشر وصورة مظللة، انطلاق عملية «طوفان الأقصى» ضد إسرائيل، ووضعها لعدة ساعات تحت النار، في موقف لم تختبره منذ العبور المصري عام 1973.
يحـــــــب أن يلقبــــه الفلسطينيون بـ «وزير الدفاع»، أما في إسرائيل فيعدونه «رأس الأفعى» باعتباره المطلوب رقم واحد لتل أبيب، بحسب تقرير أوردته صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.
من هو الضيف؟
لا أحد يعرفه سوى عائلته، ومجموعة قليلة من «حماس»، والأغلب انهم جميعا في مرحلة ما لا يعرفون أين يكون الرجل الذي تطارده إسرائيل منذ عقود.
ورأس الضيف مطلوب لإسرائيل منذ منتصف التسعينيات وحاولت قتله أكثر من مرة، وأصابته في مرتين.
ويوجد للضيف 3 صور، واحدة قديمة للغاية، والثانية وهو ملثم، والثالثة صورة لظله، وحتى إسرائيل التي تتباهى بأن لديها أقوى استخبارات في العالم لا تملك صورة حديثة له.
وفي يناير 2011، توفيت والدته، فحضر كل قيادات «حماس» الجنازة، إلا هو، الوحيد الذي لم يعرف آنذاك هل حضر أم لا! وقالوا آنذاك إنه حضر ولم يعرفه أحد، وقالوا إنه لم يحضر أبدا لدواع أمنية، وقالوا أيضا إنه تخفى بزي مسن وودع والدته ثم مضى.
ولا يستخدم القائد العام لـ «القسام» التكنولوجيا، ويوصف بأنه ذكي وسريع البديهة، وليس محبا للظهور، ونادرا ما اضطر لبث رسائل صوتية، معلنا بداية معركة جديدة مع إسرائيل كما حدث في عملية «طوفان الأقصى».
ومنذ نحو 3 عقود، لم يظهر الضيف في أماكن عامة، وربما يفسر هذا الحس الأمني العالي للضيف كيف لم تتمكن إسرائيل من الوصول إليه عدة مرات.
واسمه الحقيقي: محمد دياب إبراهيم المصري، وشهرته الضيف، وولد عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة من بلدة القبيبة، واستقرت في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.
وانضم الضيف لحركة «حماس» في نهاية عام 1987 وقد حصل على درجة البكالوريوس في العلوم.
اعتقلته إسرائيل عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجون الاحتلال موقوفا دون محاكمة، بتهمة العمل في الجهاز العسكري لـ «حماس»، وبعد خروجه من السجن بدأ مع آخرين في تأسيس «كتائب القسام». وخلال التسعينيات أشرف وشارك في عمليات لا تحصى ضد إسرائيل.
وفي عام 2002 تسلم قيادة «القسام» بعد اغتيال قائدها العام صلاح شحادة، وتعرض لأول محاولة اغتيال في 2001، لكنه نجا. وبعد سنة واحدة جرت محاولة ثانية عندما أطلقت مروحية «أباتشي» صاروخين نحو مركبته، وأصابه أحدهما بجروح، وعالجه في مكان غير معروف قائد «حماس» الراحل عبدالعزيز الرنتيسي الذي اغتيل سنة 2004، وكان طبيبا.
وفي عام 2003 حاولت طائرة إسرائيلية اغتيال الضيف وبعض قادة «حماس» في منزل بمدينة غزة، لكن الصاروخ أصاب الطابق الخطأ. وبعد 3 سنوات في 2006، أصاب صاروخ شديد الانفجار منزلا كان الضيف يجتمع فيه مع قادة «القسام»، ومرة أخرى نجا، لكن إسرائيل قالت إنه أصيب بجروح بالغة، ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن الضيف أصبح مقعدا على كرسي، وفقد إحدى عينيه، لكن لم تعط «حماس» أي إشارة إلى أن ذلك صحيح أو لا.
وخرج الضيف في تسجيلات في السنوات الماضية مرتين فقط، وكان مثل الشبح مع صورة معتمة ونصفه ظاهر فقط، ثم بعد ذلك بسنوات خرج ملثما وهو يقف على قدميه.