بيروت ـ داود رمال
واصل اللواء عباس إبراهيم زيارته الى العاصمة الفرنسية حيث شارك مساء أمس في لقاء نظمته جمعية «المراسلين العرب والأجانب في باريس Trilogue بحضور رئيس الجمعية الاعلامي ايلي مصبونجي ومشاركة عدد من الاعلاميين.
افتتح اللقاء بكلمة للواء ابراهيم حول عملية «طوفان الأقصى»، حيث شرح خصوصية هذه العملية التي شكلت فشلا كاملا للنظام الأمني الإسرائيلي، شارحا أهمية السياق الذي جاءت فيه العملية. وقال: «السلام مطلوب، لكن السلام العادل والشامل».
أما على المستوى اللبناني، فقد أوضح اللواء إبراهيم «أن لبنان في وضع انتظار واضح جراء تشابك الفراغ الرئاسي على المصالح الاقليمية والدولية». وأوضح «أن السيئ هو تكيف غالبية اللبنانيين مع الواقع القائم مما شكل عامل اطمئنان للسلطة وللجهات الخارجية الأطراف بتبادل الاتهامات وتقاذف المسؤوليات عن الانهيار وعن استمرار الفراغ والتهرب من تنفيذ الاصلاحات على نحو لا يسهم سوى في تكريس لبنان ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات الكارثية».
ودار حوار بين ابراهيم والاعلاميين المشاركين، فقال ردا على سؤال عن مدى انعكاس ما يحصل في غزة على المنطقة: «اذا دخلت اسرائيل غزة كما هو شائع بقوة عسكرية كبرى فإن المنطقة ستشتعل كلها، وإذا ما أقدمت على اغتيالات في لبنان وسورية وفلسطين فستكون هناك ردات فعل عنيفة جدا».
واضاف:«ان إسرائيل في وضع لا تحسد عليه فلم يعد لديها خيار إلا الذهاب إلى المفاوضات وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه وإلا ستكون إسرائيل في مهب الريح».
وأشار الى ان «هناك قرارا بفتح كل الجبهات اذا تجرأت إسرائيل على الدخول الى غزة بالقوة وعلى العقلاء في العالم ان يتدخلوا وقد تكلموا معي ومع غيري لكن هذا التدخل لم يكن على المستوى المطلوب». وقال: «ما سمعته من قيادات فلسطينية ان لديهم اسرى من العام 2014 وان الزيارات اصبحت مقطوعة وما يجري من اعتداءات على المقدسات في الاقصى والاعتداء على النساء وغيرها جعلت الشعب الفلسطيني معبأ، وهذه التعبئة دفعت حماس للقيام بهذه العملية».
وتابع ابراهيم: «ان العنجهية الاسرائيلية هي سبب مباشر لأن تكون هي عدوة نفسها، والممارسات الاسرائيلية نشرت الذعر وأوصلت الوضع إلى هذه النتيجة».
ولبنانيا، أكد اللواء ابراهيم «ان الموضوع الرئاسي مقفل، وقال: «سبق لي وصرحت بأن الحل في لبنان هو بالحوار فقط، حتى لو كنا متأكدين بأن الحوار قد لا يأتي بنتيجة، إلا أن جلوس اللبنانيين مع بعضهم يشكل أساسا للوصول إلى أي حل».
وردا على سؤال حول انعكاسات ما يجري على لبنان وما حصل عند الحدود أمس، قال: «هنالك ما يسمى «وحدة الساحات»، اي اذا قامت اسرائيل باجتياح غزة في محاولة للقضاء على حماس، هذا لا يعني انها ستزيل «حماس» من الوجود بالعكس «حماس» لها وجود وامتداد في الدول وهي عبارة عن تنظيم دولي في حال كان رد إسرائيل عنيفا الى هذه الدرجة، انا متأكد من أن جبهة لبنان وسورية ستشتعل وستكون إسرائيل محاصرة من كل الجهات. وفي هذا الإطار من المؤكد أن لبنان سيتأثر».
ولفت الى «أن حماس كانت قد أعلنت أن الامور تتدحرج الى مواجهة مع إسرائيل وكانت تقدم التقارير عما يمكن ان تقوم به»، معربا عن اعتقاده «ان الامور كبرت»، وقال: «محور المقاومة لن يسمح بهزيمة «حماس».
وعن وجوده في باريس اجاب: انا دائما هنا.
وردا على سؤال عن غياب الدولة وترك القرار لـ«حزب الله»، قال: «ان الدولة اللبنانية غيبت نفسها وهي لا تتحمل أخذ قرارات حياتية ابسط من ذلك، فكيف ستشارك في اتخاذ قرار مصيري كهذا».
وحول امكانية ان يواجه لبنان الرسمي بغياب رئيس للجمهورية والحكومة، أبدى اللواء ابراهيم أسفه «لعدم انعقاد اجتماع رسمي لدرس وبحث تداعيات ما يجري في فلسطين»، واصفا الأمر بـ«العار السياسي» خاصة اننا دولة مواجهة، والمطلوب تظهير صورة الدولة وليس صورة «حزب الله».
أضاف: «انا كلبناني لا اقبل ان يمثلني «حزب الله». انا أريد دولتي ان تمثلني، لكن الدولة لا تبادر ولم تتوجه الى الدولة السورية من اجل ملف النازحين».
وتابع: «اثناء مقابلتي الرئيس بشار الأسد اخبرني بأن الوزير الأردني بحث معه ملف النازحين في الأردن، وإذا سلمنا بأن الرئيس الأسد لا يريد عودة السوريين فلماذا لا نقوم نحن بما هو مطلوب منا من أجل دعم أهلنا في أزمة النازحين السوريين؟ اذا توصلنا الى ان سورية لا تريد عودتهم فنعلن حينها ذلك، لكن على الدولة العمل وعدم الوقوف مكتوفة الأيدي. وعلى الدولة القيام بواجباتها والتحرك وصولا الى جعل الحوار مع الدولة وليس مع «حزب الله».
وعن مدى تأثير الوضع الأمني المستجد على عملية التنقيب، نفى اللواء ابراهيم «اي تأثير على عملية التنقيب التي قاربت على تظهير النتائج بعد الحفر 3700 متر حتى الآن». وقال: «إن المشكلات حتى الآن محصورة بإسرائيل واقفال المطارات لمنع سفر».
وفي الملف الرئاسي، أكد ابراهيم «ان المبادرة الفرنسية قد انتهت للأسف والواقع سيئ والمطلوب الحديث عن برامج وليس أسماء وأشخاص».