بيروت - عمر حبنجر
وجه مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان الدعوة الى اجتماع طارئ للنواب السنة في البرلمان اللبناني، يوم السبت، لغاية دعم ومساندة ونصرة أهالي قطاع غزة.
ويتوقع حضور 23 نائبا من اصل 27 على الأقل، وهو الاجتماع الثاني للنواب السنة تحت قبة دار الفتوى التي تحولت إلى مرجعية سياسية أيضا، الى جانب كونها مرجعية دينية مع غياب رؤساء الحكومات السابقين.
وينتظر ان يصدر عن الاجتماع بيان حاد اللهجة ضد الهمجية الإسرائيلية في غزة في ظل صمت المجتمع الدولي وتشجيع بعض الدول الكبرى إسرائيل على العدوان.
وطغى العدوان على غزة على خطب الجمعة في مساجد لبنان، وارتفعت الدعوات لنصرة القطاع وإلا فلا حدود للتمادي الإسرائيلي بعد اليوم، على ان الخوف على غزة لا يضاهيه الا الخوف على لبنان، كما قال أستاذ الدراسات الإسلامية د.رضوان السيد لإذاعة «صوت لبنان»، لأن الإسرائيليين في حالة غير طبيعية، بسبب الخسائر الهائلة التي نزلت بهم، بجيشهم وبمستوطناتهم، وخلص الى رؤية الحل من خلال المؤسسات الدولية على ضعفها.
المصادر المتابعة تخشى ألا يستطيع «حزب الله» السكوت فيما اذا بدأ الاجتياح البري للقطاع، استدراكا لوصول السكين إلى ذقنه، او التزاما بمبدأ ترابط الساحات، علما ان هذه المسألة كانت مدار الحديث بين الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي وصل الى بيروت، آتيا من طهران مساء الخميس، حيث صرح قائلا بانه: يمكن تصور أي سيناريو اذا لم تتوقف الجرائم في غزة بشكل عاجل.
وفي لقائه الجمعة مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب قال عبداللهيان: اتفقت مع بو حبيب على ضرورة الوقف العاجل لجرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل بحق المدنيين في غزة، ومستعدون لعقد اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الاسلامي.
وأضاف: طلبنا من الامين العام للامم المتحدة، ومن الصليب الاحمر الدولي ان يسمحوا لنا بإرسال الادوية والطعام والمياه الى قطاع غزة.
وبعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حذر عبداللهيان من امتداد أحداث غزة الى المناطق المجاورة في المنطقة، إذا لم يوقف رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو حربه المدمرة ضد القطاع، معتبرا ان ما قامت به «حماس» هو رد على نتنياهو وجرائم اسرائيل.
واضاف: المهم بالنسبة إلينا هو أمن لبنان والحفاظ على الهدوء فيه وهذا هو هدف زيارتي وأقترح عقد اجتماع لقادة المنطقة لبحث الاوضاع.
اما الرئيس ميقاتي فقد اكد على ضرورة بذل كل المساعي الديبلوماسية، من قبل جميع الاطراف، لوقف ما يجري من احداث في غزة وحماية لبنان.
كذلك التقى عبداللهيان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في الاتجاه عينه.
مصادر «القوات اللبنانية» تساءلت: هل اتت زيارة عبداللهيان الى بيروت لابلاغ رسالة تصعيدية ام لتثبيت الاتفاق الاميركي - الايراني، غير المعلن، حول ترسيم الحدود البحرية في جنوب لبنان وخطة تبادل الاسرى بين طهران وواشنطن وجديدها المرتقب ترسيم الحدود البرية مع اسرائيل.
وفي «موقف اليوم» لـ «القوات» اشارت الى حديث الوزير الايراني عن الرد من قبل باقي المحاور، وقالت ان هذا الكلام «لا يجوز أن يمر، ونحن نقول له لا يحق لك ولا لغيرك استخدام لبنان وتعريض سلامة اللبنانيين للخطر، وانه اذا اراد الحرب مع اسرائيل فلتواجهها ايران بالمباشر، لكن طهران اعتادت على إبعاد نفسها واستخدام الشعوب الفلسطينية واللبنانية والسورية والعراقية واليمنية وغيرها تنفيذا لأغراضها».
وتوجهت «القوات» الى عبداللهيان بالقول: لبنان ليس جزءا من محور الشر، انما الدولة تشكل جزءا من شرعية عربية ودولية، فعد من حيث أتيت، ضيفا ثقيلا على لبنان، بخاصة ان كل معاناة لبنان في العقدين الاخيرين سببها إيران.
واللافت بالمناسبة اعلان الولايات المتحدة وفرنسا رفضهما امتداد الصراع الى لبنان، وبالتالي حصره في غزة، واذا كانت الاسباب الاميركية معروفة، وهي الحفاظ على خط الرجعة بين لبنان واسرائيل، فإن تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الكلمة التي ألقاها، مساء الخميس، بأن الاولوية لمنع تمدد الصراع، وخصوصا الى لبنان، فلا شك انه مشغول البال على المنصات النفطية الفرنسية الباحثة عن النفط والغاز في مياه لبنان الجنوبية، علما ان ثمة معلومات عن ان الغاز الذي تنقب عنه شركة «توتال» الفرنسية في حقل قانا (البلوك رقم 9) قد توقف، بعد الوصول الى عمق 3900 متر في قعر البحر، ولم تجد غير الماء، وان وزير الطاقة وليد فياض سيعقد مؤتمرا صحافيا بهذا الخصوص.
ورغم التطمينات السياسية فقد لفت ارتفاع عدد الاجانب الذين غادروا لبنان عن طريق مطار رفيق الحريري الدولي، خلال اليومين الماضيين.
في غضون ذلك، عزز الجيش اللبناني من تواجده على الشريط الحدودي مع إسرائيل، وخصوصا في منطقة كفركلا المطلة على الارض المحتلة، تحسبا لإطلاق صواريخ أو قذائف باتجاه اسرائيل، كما وضع حواجز على مداخل البلدة، منعا لدخول أي أجنبي إلى المنطقة.