اختار الجمهوريون توم إيمر لخلافة كيفن ماكارثي في رئاسة مجلس النواب الاميركي، معولين عليه لوضع حد لشغور في المنصب شل الكونغرس مدى أسابيع مما جعله غير قادر على معالجة الأزمات في أوكرانيا وإسرائيل، فضلا عن التهديد الوشيك بإغلاق المؤسسات الحكومية، بعد عزل رئيسه السابق كيفن مكارثي إثر تمرد الجناح اليميني في حزبه في 3 الجاري.
وفاز إيمر بعد سلسلة عمليات تصويت سري في معركة خاضها في بادئ الامر تسعة مرشحين، لكن إيمر سيتعين عليه إقناع الغالبية الساحقة من زملائه بالتصويت له في مجلس النواب.
ويعد ترشيح إيمر، البالغ 62 عاما النائب عن مينسوتا، من ضمن الخطط البديلة للحزب الجمهوري، وفي حال انتخابه سيكون رئيس مجلس النواب الأقل خبرة منذ أكثر من قرن، إذ لم يسبق ان ترأس أي لجنة كما لم يضطلع منذ أشهر عدة بأي دور قيادي على الرغم من كونه يعد ثالث أبرز شخصية جمهورية في المجلس.
كذلك قد يجد إيمر نفسه في مواجهة إغلاق لمؤسسات حكومية ما لم ينجح في إبرام اتفاق يضمن اقتطاعات من ميزانية العام 2024 مع مفاوضين أكثر تمرسا على غرار زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وصولا إلى الرئيس الأميركي جو بايدن.
وفي حين تعهد كل المرشحين الذين خاضوا جلسات التصويت السري دعم الفائز، لا يبدو مؤكدا أن إيمر سينال الأصوات ال217 اللازمة للفوز برئاسة مجلس النواب.
وفي حال اقتصر عدد الأصوات الرافضة له من بين الجمهوريين على أربعة، يمكن لإيمر أن يفوز برئاسة مجلس النواب حتى وإن صوت كل الديموقراطيين ضده، علما بأن المجلس الحالي يضم 221 نائبا جمهوريا.
وفي التصويت السري الأخير صوت 117 جمهوريا فقط لصالح إيمر، وفق وسائل إعلام أميركية، وقد صوت 97 لصالح منافسه مايك جونسون، النائب عن لويزيانا.
ويعتبر إيمر الشخصية الأكثر قبولا لدى الديموقراطيين الذين قال بعضهم في جلسات خاصة إنهم على استعداد لمساعدته على الفوز، وفقا للموقع الإخباري للكونغرس.
ويكاد يكون مؤكدا أنهم سيطالبون في المقابل بأن يلتزم إيمر بمستويات الإنفاق المتفق عليها بين الجمهوريين في مجلس النواب وبايدن في الصيف، بالإضافة إلى مشروع قانون مشترك لتقديم مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل.
وكان إيمر مؤيدا موثوقا به للرئيس السابق دونالد ترامب، لكن أنصار الاخير المتعصبين شككوا في إخلاصه، لاسيما أنه لم يصوت لإلغاء الانتخابات الرئاسية في 2020.
ولم يعارض ترامب نفسه إيمر، لكن حليفه المقرب، كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض ستيف بانون، أطلق حملة «أوقفوا إيمر».