القاهرة ـ خديجة حمودة
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن مصر «لن تسمح بأي نزوح نحو الأراضي المصرية»، في إشارة لدفع سكان شمال غزة للتحرك جنوبا تحت تهديد القصف الإسرائيلي.
وقال السيسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، انهما تحدثا عن احتواء وتهدئة الموقف في غزة، وقال «الرئيس ماكرون تفهم أن فكرة عملية النزوح أو الهجرة أو الخروج من القطاع للأراضي المصرية أمر شديد الخطورة»، موضحا أننا توافقنا أن هذا الأمر لن نسمح فقط به في مصر ولكن هذا خطر على القضية في حد ذاتها والمنطقة كلها، متابعا «توافقنا على قضية حل الدولتين وأن غياب الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية كان أحد أسباب التداعيات في 5 جولات من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي آخر 20 سنة».
وأشار السيسي أنه توافق مع ماكرون على أن خروج الفلسطينيين ليس حلا، فإذا كان حل الدولتين لم ينجح والفلسطينيون موجودون على أراضيهم، بالتالي ليس من المعقول أن ينجح وهم ليسوا على أراضيهم.
وتابع ان «الهدف المعلن إسرائيليا بتصفية حماس يتطلب سنوات طويلة جدا»، محذرا من أن الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة قد ينتج عنه سقوط ضحايا «كثيرين جدا» في صفوف المدنيين.
وأشار إلى أن «الإحباط واليأس أسباب دفعت للاقتتال الحالي بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، وذكر أن ممارسات إسرائيل خلال السنوات الماضية فيما يخص فقد الأمل في حل الدولتين والمسجد الأقصى والتوسع الاستيطاني «كانت تغذية لحالة الكراهية والغضب التي نحتاج أن نفرغها»، داعيا إلى إعادة إحياء عملية السلام في المنطقة عبر حل الدولتين.
وأضاف الرئيس السيسي «لا نريد للتصعيد الحالي في غزة أن يمتد لمناطق أخرى»، وتابع «اتفقت مع الرئيس الفرنسي على العمل من أجل تحقيق التهدئة واحتواء التصعيد بين غزة وإسرائيل».
وأكد أن «حل القضية الفلسطينية سينعكس إيجابا على المنطقة»، كاشفا أن القاهرة تعمل على «إطلاق مزيد من الأسرى المحتجزين لدى حماس».
ودان السيسي «كل الأفعال التي تمس جميع المدنيين»، مضيفا «يجب التعامل معها بمعيار واحد»، مؤكدا ان هناك اكثر من 6 آلاف من المدنيين سقطوا في غزة نصفهم أطفال، داعيا إلى وضع سلامة المدنيين في الاعتبار.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يسعده أن يكون في القاهرة إلى جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي لمواصلة الحوار الاستراتيجي القائم بينهما منذ عدة سنوات في هذه اللحظات العصيبة، مضيفا خلال المؤتمر الصحافي «لقد ذكرتم للتو أننا نعيش فترة مظلمة جدا، وفي مثل هذه الأوقات يهم أن نبذل كل ما بوسعنا لتفادي التصعيد وتزايد حدة التوتر».
وتابع «علينا اليوم بذل جهود للوصول إلى دولتين، دولة إسرائيل ودولة فلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمان، هذه فكرة قديمة، لكن لم يعف عليها الزمن، وأعتقد أن الدرب السياسي ضروري، ولابد منه، لأنه يشكل مخرج للغضب لا يكون بالعنف، ويعني الاعتراف بالحق المشروع للشعب الفلسطيني، ويضع إطارا لهذا الموضوع وعلينا الانتظار، ومن الملح والطارئ أن نفعل ذلك اليوم، وعلينا أن نخوض هذا المسار السياسي في نفس الوقت الذي نكافح فيه الإرهاب».
ووجه الرئيس الفرنسي الشكر لمصر على تنظيم قمة السلام بالقاهرة الأسبوع الماضي للتذكير بالمأساة الحالية، وضرورة إيجاد حل لها بأسرع ما يمكن، ودعا إلى إطلاق مبادرة سلام لتفادي التصعيد في غزة وعلاج جذور المشكلة التي نمر بها اليوم، لافتا إلى أنها تعاون دولي إقليمي لحماية المدنيين.
وأضاف ان فرنسا حشدت موارد مالية إضافية لتقديم المساعدات في غزة والضفة الغربية، وهناك طائرة مساعدات فرنسية ستصل مصر خلال أيام، وطائرة أخرى لتسليم معدات ومواد طبية، وسنكون نشطين بالنسبة للأدوية والمواد الطبية، ومصرون على عودة الماء والكهرباء لغزة.