تحت رعاية القائم بأعمال عميد كلية العلوم الطبية المساعدة د.محمد نظر، أقام قسم المعلوماتية وإدارة المعلومات الصحية بالكلية «الملتقى السنوي الثاني للمعلوماتية الصحية وإدارة المعلومات»، والذي يعد حدثا بالغ الأهمية يستضيفه قسم المعلوماتية الصحية وإدارة المعلومات الصحية لتعزيز نمو المعلوماتية الصحية.
وقالت القائم بأعمال رئيس قسم المعلوماتية وإدارة المعلومات الصحية د.إلهام الدوسري أن قسم المعلوماتية وإدارة المعلومات الصحية ليس مجرد اسم، إذ إنه يمثل التزاما بالتميز والابتكار في مجال الرعاية الصحية، وإن الملتقى يخدم غرضا عميقا للتأكيد على الأهمية الحاسمة للمعلوماتية الصحية في مختلف البيئات، ودورها المحوري في تطوير الرعاية الصحية، والجهد التعاوني الذي يبذله أصحاب المصلحة لدينا في مشاركة أحدث الإنجازات والمشاريع الرائدة.
وأشارت د.الدوسري في حديثها أن برنامج الملتقى يتمثل بالمحاضرات التي قدمت من خلال نخبة من المتخصصين بمجال المعلوماتية الطبية من مختلف الجهات ومؤسسات الرعاية الصحية الحكومية والخاصة، وعرضت شركة التقدم التكنولوجي فيديو يبين النظام الصحي المعلوماتي المطبق في مؤسسات الرعاية الصحية وكيفية الآلية والمخرجات التي لها دور في رفع كفاءة خدمة الرعاية الصحية.
وأكدت أن المعلوماتية الصحية تعمل على تحسين كفاءة ودقة إدارة البيانات، مما يضمن حصول متخصصي الرعاية الصحية على معلومات شاملة وحديثة عن المرضى، مما يعني اتخاذ قرارات أكثر استنارة وتحسين رعاية المرضى، بخلاف ذلك، لن توفر المعلوماتية الصحية فقط أنظمة دعم القرار التي يمكن أن تساعد في تشخيص الأمراض واختيار خطط العلاج المناسبة وتجنب الأخطاء الطبية، ولكنه سيسهل أيضا تبادل المعلومات الصحية بين أنظمة ومؤسسات الرعاية الصحية المختلفة.
من جانب آخر، شارك فريق مدينة صباح السالم الصحية بندوة توعوية للتعرف على مبادرة المدينة الجامعية الصحية وأهم مشاريعها وأهم المؤشرات لتحقيق المدينة الجامعية الصحية بالإضافة إلى مشروع الملف الموحد الصحي للطالب، وطالب رئيس الفريق الأستاذة د.مها السجاري أن يكون هناك تعاون من أقسام الكليات العلمية في التجارب والخبرات وذلك لتحقيق الاستدامة لهذا المشروع.
وقامت وزارة الصحة متمثلة بالمركز الوطني للمعلومات الصحية بتقديم شرح لرؤية المركز فيما يخص المعلوماتية الصحية والأنظمة المطبقة بمستشفيات الوزارة.
وقدم الفريق المشارك من مستشفى الأحمدي لشركة نفط الكويت عرضا لتطبيقات المعلوماتية الصحية لدى مستشفى الأحمدي والذي من خلاله تم التعرف على فريق إدارة المعلومات الصحية وتطبيقات المعلوماتية الصحية.
وبين مستشفى دار الشفاء تجربته في تطبيق الملف الإلكتروني بالمستشفى وشرح جميع التطبيقات المتعلقة بهذا النظام مما أدى إلى وصولهم لمستوى عال من تطبيق نظام المعلومات الصحي.
وأوضحت شركة مجموعة بشارة تجربتهم مع مختلف الجهات بالكويت لإدارة الأنظمة خاصة الأنظمة الصحية والتي تم تطبيقها في مختلف المستشفيات بالكويت بالإضافة إلى عرض العديد من التطبيقات لتلك الأنظمة والتي تخدم مختلف المجالات داخل تلك المؤسسات الصحية.
وشددت د.إلهام الدوسري على أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن التكنولوجيا تحقق إنجازات غير عادية، وبالتالي فإن مشهد الرعاية الصحية متطور باستمرار، مما يجعل المعلوماتية الصحية كمنارة للتحول أيضا، وإن الطبيعة الديناميكية لهذا المجال تقدم لنا اتجاهات وإمكانيات جديدة كل يوم، مما يجعل تطبيقات نظم المعلومات الصحية تمتد إلى ما هو أبعد من حدود المستشفيات والعيادات، مما ساهم في التسلل إلى مجالات مختلفة مثل التأمين، ودمج عالم الذكاء الاصطناعي الرائع مع أنظمة الرعاية الصحية، ومع الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي نحن على أعتاب ثورة في الرعاية الصحية.
إلى جانب كل هذه التطورات، أشارت د.الدوسري في حديثها إلى أهمية الذكاء الاصطناعي الذي يفعل العجائب، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات الصحية، مثل السجلات الطبية وأوراق البحث والتجارب السريرية، لاستخلاص رؤى مفيدة، ويمكنه أيضا مساعدة مقدمي الرعاية الصحية في تشخيص الأمراض والحالات، من خلال تحليل أعراض المريض والصور الطبية وغيرها من البيانات ذات الصلة.
وأكملت حديثها قائلة «قبل بضعة أشهر فقط، صرح وزير الصحة في الكويت د. أحمد العوضي عن تفعيل الخدمات الصحية الإلكترونية عبر تطبيقات الهواتف الذكية، ويشمل ذلك توفير نتائج الاختبارات، وتقارير علم الأمراض، والسجلات الطبية، وصور الأشعة، والوصفات الطبية، وكلها في متناول يدك»، موضحة أنه تم بالفعل تطبيق الملف الطبي الإلكتروني في العديد من مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات في جميع أنحاء الكويت بما في ذلك مستشفى الفروانية ومبارك مما يعزز رعاية المرضى ويقلل من التكرار ويعزز اتخاذ قرارات طبية أكثر استنارة.
وأشارت إلى أن القسم لا يكتفي بالاطلاع الدائم لهذه التطورات المثيرة بل يتم تزويد الطلاب بالمعرفة المتطورة، والحرص على تجديد المناهج الدراسية، مما يضمن أن خريجي القسم هم في طليعة مجال المعلوماتية الصحية، وأن الأمر لا يتعلق بالتكنولوجيا فحسب، بل أيضا بالمتخصصين المتفانين «لذلك فإن هذا الملتقى هو شهادة على التزامنا المشترك بالتميز والابتكار ورفاهية مرضانا والمجتمع بأكمله، والحرص على أن يكون الهدف النهائي هو تحسين الرعاية الصحية من خلال أفضل الوسائل التكنولوجية».