بيروت ـ خلدون قواص
دعا مجلس المفتين في لبنان إلى التكامل مع خطة الطوارئ الحكومية بالاستعداد المبكر لمواجهة تداعيات أي عدوان إسرائيلي على لبنان، أو على أي منطقة منه، ووجه المجلس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى وصندوق الزكاة في فروعه بالمناطق اللبنانية كافة ومؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية والمركز الصحي العام في دار الفتوى ورؤساء دوائر الأوقاف الإسلامية إلى اتخاذ التدابير الطبية والغذائية والاجتماعية، إلى جانب التدابير الوقائية لمواجهة آثار العدوان وتداعياته والتنسيق مع مؤسسات الدولة في كل ما هو طارئ، وتوفير ما يمكن توفيره من أدوية، ومواد إسعافيه، وتموينية، ووقود، لضبط الوضع والتخفيف عن الأهالي، لأن العدو الإسرائيلي أثبت أنه لا يحترم حق الإنسان في الحياة، ولا يحسب للمواثيق والمعاهدات الدولية أي حساب. وما تتعرض له غزة من حصار تجويعي، ومن منع وصول المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء ومياه، دليل على ذلك.
ونبه في بيان له اثر اجتماعه برئاسة مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان الى خطورة الاعتداءات المتكررة على قرى وبلدات الجنوب اللبناني، وتعزيز العمل الوطني والإسلامي الموحد في وجه الهجمة العدوانية الصهيونية التي يقوم بها العدو الإسرائيلي في غزة المحاصرة، والتي يستهدف بها لبنان أيضا.
وتوقف أصحاب السماحة أمام استهداف المستشفيات في غزة التي يعمل العدوان الإسرائيلي على تدميرها بمن فيها من مرضى وأطباء ولاجئين، تماما كما استهدف المساجد والكنائس والمجمعات السكنية العامة، والمدارس الخاصة بالأمم المتحدة، التي لجأت العائلات الفلسطينية إليها للاحتماء برمزيتها.
ورأى مجلس المفتين أن المجازر الارهابية المروعة التي يرتكبها المحتل العدو الصهيوني كل يوم في غزة وبالأمس في مخيم جباليا تدل على همجية العدوان وغطرسته، وهذا يستدعي موقفا عربيا وإسلاميا لمواجهة هذا العدوان وهذا الاحتلال الغاشم لأرض فلسطين.
وبدلا من إدانة هذه الاعتداءات، تنهمر المساعدات العسكرية والمالية على الكيان الصهيوني ويتولى الإعلام الغربي التغطية على جرائمه الوحشية، والدفاع عنها وتبريرها.
وطالب المجلس بوقف اطلاق النار فورا في غزة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الغذائية والطبية الى الأهالي.
وثمن المجلس موقف الدول التي قطعت علاقاتها مع كيان العدو، كما ثمن المواقف الشعبية العفوية التي انطلقت في معظم دول العالم تعاطفا مع الشعب الفلسطيني المنكوب، وتنديدا بالعدوان الذي يتعرض له على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية المتوحشة.
وتناول المجلس بعد ذلك شؤونا وطنية داخلية، فأعرب عن استغرابه واستهجانه لتعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، رغم مرور عام كامل على فراغ منصب الرئاسة، علما أن رئيس الجمهورية هو رمز الوحدة الوطنية والمؤتمن على الدستور.
وأبدى قلقه من الانعكاسات السلبية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا للفراغ الرئاسي، لما له من آثار سلبية على عمل المؤسسات الدستورية الأخرى، وبالتالي على صدقية الدولة اللبنانية والسلم الأهلي.
وحذر من امتداد الفراغ الى المراكز المهمة في الدولة اللبنانية وانعكاساتها السلبية على الأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وكل مقومات الدولة التي نحرص عليها فهي ملاذ اللبنانيين في دورهم ورسالتهم الحضارية في هذا الشرق.