تصاعدت الضغوط الدولية على إسرائيل لإجبارها على وقف حربها العدوانية على غزة وسكانها المدنيين، وتجلى أحدث هذه التحركات في استدعاء دول لسفرائها من تل أبيب، وقطع أخرى لعلاقاتها الديبلوماسية معها.
فقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وملك الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف التصعيد العسكري الخطير في قطاع غزة وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق القانون الدولي الإنساني.
وبحث الزعيمان خلال لقائهما الثنائي في أبوظبي أمس، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد الأردني، سبل تكثيف الجهود العربية لوقف الحرب على غزة وحماية المدنيين الأبرياء، كما تناولا الجهود المبذولة للاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وأكدا «ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإغاثية لأهل غزة من خلال تمكين المنظمات الإنسانية الدولية من القيام بواجبها بهذا الشأن وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة»، بحسب وكالة الأنباء الأردنية «بترا».
وشـــــدد ملك الأردن والرئيس الإماراتي، على ضرورة تجنيب المنطقة تبعات دوامة عنف جديدة والعمل على إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل والمستدام على أساس حل الدولتين الذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع.
وأكد الملك عبدالله الثاني أن فك الحصار عن غزة ضرورة قصوى للحد من تدهور الوضع الإنساني هناك، مثمنا جهود الإمارات المبذولة في سبيل وقف الحرب على القطاع، من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي.
وجدد التأكيد على الدعم الكامل للأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة، وقيام دولتهم المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين.
وفي السياق أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، أن عمان طلبت من سفيرها العودة من إسرائيل بسبب الحرب الدائرة في غزة.
وأضافت الوزارة في بيان أن السفير لن يعود إلى تل أبيب ما لم توقف إسرائيل حربها على القطاع وتنهي الأزمة الإنسانية التي تسببت فيها.
ونوهت إلى أن عودة السفير الإسرائيلي في الأردن الذي غادر قبل أسبوعين «تتوقف على الشروط نفسها».
كما أعلنت الحكومة البوليفية قطع علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل بسبب حملة القصف المدمر التي تنفذها على قطاع غزة ردا على الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على الأراضي الاسرائيلية في 7 أكتوبر.
وبوليفيا التي يحكمها الرئيس اليساري لويس آرسي أصبحت الدولة الأولى في أميركا اللاتينية التي تقطع علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب في القطاع.
وقال نائب وزير الخارجية فريدي ماماني في مؤتمر صحافي إن الحكومة «قررت قطع العلاقات الديبلوماسية مع دولة إسرائيل، رفضا وإدانة للهجوم العدواني وغير المتكافئ الذي يشن في قطاع غزة».
وسارعت إسرائيل الى التعليق على هذه الخطوة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان إن قرار بوليفيا «هو استسلام للإرهاب ونظام الملالي في إيران». وأضاف أن «الحكومة البوليفية تقف في صف منظمة حماس الإرهابية» على حد وصفها.
وكانت حركة حماس رحبت بموقف لاباز. وقالت في بيان «نثمن عاليا قطع بوليفيا علاقاتها الديبلوماسية» مع إسرائيل.
وفي موازاة ذلك، أعلنت تشيلي وكولومبيا استدعاء سفيريهما في تل أبيب احتجاجا على «الانتهاكات غير المقبولة للقانون الانساني من قبل إسرائيل» بحسب سانتياغو و«المجزرة بحق الشعب الفلسطيني» بحسب بوغوتا.
وتشيلي هي موطن لأكبر جالية فلسطينية في الشتات خارج العالم العربي.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفنزويلية الضربة الإسرائيلية على مخيم جباليا بشمال قطاع غزة، التي سقط فيها 400 شخص بين قتيل وجريح، ودعت إلى وقف إطلاق النار في القطاع فورا.
من جهة أخرى، دعا وزيرا خارجية تركيا هاكان فيدان وإيران حسين أمير عبداللهيان، إلى عقد مؤتمر دولي في أسرع وقت لتجنب حرب إقليمية.
وقال وزير الخارجية الإيراني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي، إن «الرئيس الإيراني اقترح عقد اجتماع مع قادة المنطقة والدول الإسلامية والعربية في أقرب وقت لإنهاء الحرب الدائرة» في غزة.
وحذر عبداللهيان من انه «إذا لم يتوقف إطلاق النار فورا في قطاع غزة واستمرت الهجمات السريعة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني ستكون العواقب وخيمة».
من جهته، شدد الوزير التركي هاكان فيدان، على أن «دول المنطقة يجب أن تتحمل مسؤولياتها وإلا فإن دوامة العنف هذه ستستمر في المنطقة».
وأضاف: «لا نريد أن تتحول المأساة الإنسانية في غزة إلى حرب تطول دول المنطقة».
وشدد على أن «وقف إطــلاق النار والسلام أصبحا أكثر إلحاحـــا من أي وقت مضى».
وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بكين تدعم عقد مؤتمر سلام دولي واسع النطاق في أقرب وقت ممكن لدفع القضية الفلسطينية مرة أخرى نحو «حل الدولتين».
وأوضحت الخارجية الصينية أن وانغ أدلى بهذه التصريحات خلال اتصال هاتفي مع نظيره العُماني بدر البوسعيدي.
إلى ذلك، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنه «فزع» بسبب العدد الكبير لضحايا القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين في غزة، ودعا الأطراف المتحاربة إلى احترام القواعد الدولية للحرب.
وأضاف بوريل في بيان على منصة «إكس»: «بناء على الموقف الواضح لمجلس الاتحاد الأوروبي بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي وضمان حماية جميع المدنيين، أشعر بالفزع إزاء العدد الكبير من الضحايا في أعقاب القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين».
وتابع: «سلامة المدنيين وحمايتهم ليستا التزاما أخلاقيا فحسب، بل هما أيضا التزام قانوني».