انضم الاحترار المناخي إلى الأزمات التي تعاني منها سورية منذ سنوات متسببا في «جفاف حاد» ومتواصل أدى إلى نزوح مكثف من الريف.
وتشير دراسة لشبكة «وورلد ويذر أتريبيوشن» (WWA) التي تعنى بتحليل الرابط بين العوامل الجوية والتغير المناخي، إلى أن درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن التغير المناخي قد «زادت من احتمالية حدوث الجفاف، أكثر بـ 25 مرة في سورية والعراق، و16 مرة في إيران».
وتتحدث الدراسة أيضا عن دور «سنوات من النزاع وعدم الاستقرار السياسي» في شل قدرة البلدان على مواجهة الجفاف ما تسبب في «كارثة إنسانية».
وفي ظل الظروف الحالية، يزداد خطر أن تتحول فترات الجفاف هذه إلى أمر اعتيادي، وأن تأتي على الأقل مرة في كل عقد. وحتى سبتمبر 2022، تسبب الجفاف بنزوح نحو مليوني شخص في سورية ممن يعيشون في المناطق الريفية، وفق الدراسة.
وتغطي هذه الدراسة الفترة الممتدة بين يوليو 2020 ويونيو 2023، في منطقتين كانتا معرضتين كثيرا لتداعيات التغير المناخي وهما إيران ومنطقة حوض نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا ويعبران في سورية والعراق.
ويشير البيان الذي نشر إلى جانب الدراسة إلى أن «هاتين المنطقتين تشهدان حاليا (جفافا حادا) وفقا للمقياس الأميركي لرصد الجفاف».
وتقول فريدريك أوتو عالمة المناخ في معهد غرانثام من إمبريال كولدج في لندن إن «بعد معدل أمطار وحصاد جيدين في 2020، مرت 3 سنوات كانت الأمطار فيها ضعيفة ودرجات الحرارة عالية، ما أدى إلى جفاف كانت له تداعيات قاسية على إمكان الحصول على المياه للزراعة».
في العراق الذي يعد من أكبر منتجي النفط في العالم، وكذلك في سورية التي دمرتها الحرب، غالبا ما يلمس مراسلو فرانس برس تداعيات التغير المناخي والجفاف اللذين يطولان خصوصا أكثر المجتمعات فقرا.
وقد تراجع الإنتاج الزراعي بشكل كبير في السنوات الأخيرة في البلدين، لاسيما في المناطق التي كانت سابقا غنية بالقمح، فضلا عن ذلك، أثر تراجع منسوب الأنهار وتلوثها كذلك على مهنة صيد الأسماك.
وتقف خلف «أزمة المياه المعقدة» هذه في الشرق الأوسط، الكثير من العوامل التي يلعب الإنسان دورا بها: أساليب ري قديمة، نمو سكاني سريع، لكن أيضا «محدودية في إدارة ملف المياه وفي التعاون الإقليمي»، لاسيما فيما يخص إدارة السدود وتفاوت مستوى مياه الأنهر في دول المنبع ودول المصب.