أهمية مرحلة الطفولة لا تكمن في أنها مرحلة إعداد للحياة المستقبلية فحسب وإنما مرحلة نمو الطفل في جميع نواحيه، ومن هنا يأتي دور الوالدين في التنشئة مع الأخذ بوسائل الضبط المناسبة خلال مراحل تربيتهم لأولادهم، وفي حال غياب الوعي وعدم الإدراك لخطورة التربية الخاطئة تظهر الإساءة من بعض الآباء من خلال العقاب البدني بالضرب المبرح والذي يصل الى احداث عاهة او الى كره الأبناء للآباء احيانا. ولا يعلم الآباء ان الضرب ليس الوسيلة الوحيدة للعقاب او لعلاج الخطأ او الانحراف، وإنما الوسيلة الأخيرة بعد ان تفشل جميع الوسائل والعلاجات.
ولنا في رسولنا الكريم القدوة الحسنة في التعامل والتربية مع الاطفال فكان صلى الله عليه وسلم يقوّم الخطأ او الاعوجاج بالتدريج من خلال البدء بالملاطفة ثم بالإشارة والتوجيه، ثم بالتوبيخ اذا فشلت الوسائل السابقة ومن ثم الهجر او العزل، وإذا استمر الطفل في العناد والتمادي في الخطأ واللامبالاة يكون الضرب هنا بضوابط وشروط، منها عدم اللجوء الى الضرب الا بعد استنفاد جميع الوسائل التأديبية والزجرية، كذلك الا يضرب احد الوالدين الطفل وهو في حالة عصبية شديدة حتى لا يفرغ غضبه على طفله دون ان يشعر، وأيضا عدم ضرب الطفل في الأماكن المؤذية كالرأس والوجه والصدر وألا تكون العصا غليظة كما امرنا الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك عدم معاقبة الطفل وضربه قبل ان يبلغ سن العاشرة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم «واضربوهم عليها وهم ابناء عشر» ولا يضربه بمجرد الخطأ البسيط بل يعطيه الفرص الكافية للندم على الخطأ والاعتذار.