- الصفدي يشكك في قدرة إسرائيل على القضاء على «حماس».. وبوريل: السلطة الفلسطينية هي الوحيدة الممكن أن تحكم القطاع بعد الحرب
هيمنت الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة على أعمال «المنتدى التاسع عشر للأمن الإقليمي حوار المنامة 2023» الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء البحريني، أن «الأمن لن يتحقق دون حل يقوم على أساس دولتين». وقال إن الولايات المتحدة «يجب أن يكون لها الدور القيادي في عملية السلام الشامل والمستدام بالمنطقة».
وأضاف خلال افتتاحه المؤتمر أمس الأول أن «هذا هو وقت الأحاديث الصريحة». وأكد أنه «من الصعوبة الحديث في ظل ما يشهده قطاع غزة من قصف وعنف، حيث لا يوجد ماء ولا غذاء كاف ولا وسائل اتصال، ولا شعور بالأمان أو اليقين من الاستيقاظ في اليوم التالي، وهو وضع لا يحتمل ويجب أن نفعل كل ما نستطيع من أجل إيقافه»، مشيرا سموه إلى أن القرآن الكريم والتوراة وجميع الكتب السماوية حرمت قتل المدنيين والأبرياء، مدينا حماس وإسرائيل لقتلهم الأبرياء، مضيفا أنه يقف في صف المدنيين والأبرياء.
وأشار إلى أن ما يتطلبه الموقف حاليا هو وقف عجلة العنف، ومن أجل تحقيق ذلك لابد أن يتم إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة وفقا للقانون الدولي، ودعم كل الجهود القائمة لتحقيق ذلك.
وشدد على أهمية أن يتم وضع خطوط حمراء للتعامل مع الأوضاع في غزة لا يتم تجاوزها، وهي: عدم التهجير القسري للفلسطينيين الآن أو في المستقبل، وعدم إعادة الاحتلال، وعدم تقليص حدود غزة، ومن الجانب الآخر يجب ألا يكون هناك أي إرهاب موجه من غزة باتجاه إسرائيل.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية لم تبدأ في السابع من أكتوبر الماضي، وإنما هي جرح عميق في الشرق الأوسط منذ أكثر من 75 عاما، ولن يكون هناك أمن حقيقي إلا بإتمام حل الدولتين من خلال إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته.
وأشار الأمير سلمان بن حمد إلى أن آمال الشعب الفلسطيني وتطلعاته يجب أن تكون في قلب الحوكمة بعد الأزمة في غزة، ويجب أن تكون كلمة الشعب الفلسطيني مسموعة من خلال عملية ديموقراطية تحقق آماله وازدهاره.
وأكد أنه يجب ألا نسمح للصراع أو العنف بأن يكون هو صاحب الكلمة النهائية في حل الخلافات الدولية، ويجب أن تنتصر الديبلوماسية والقانون الدولي على ذلك، وهذا الأساس الذي يجب أن يتبع لتحقيق الآمال في غزة وفي الصراع الروسي -الأوكراني أو أي صراع في أي منطقة جغرافية أخرى في العالم.
من جهته، عبر وزير الخارجية الأردني عن شكه في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها القضاء على حركة حماس عبر القصف العنيف واجتياح قطاع غزة الذي تديره الحركة منذ فترة طويلة.
وحذر أيمن الصفدي في اليوم الثاني من أعمال مؤتمر حوار المنامة أمس من أن الأردن «سيفعل كل ما يلزم» لمنع تهجير الفلسطينيين.
وأضاف «لن نسمح أبدا بحدوث ذلك، وبالإضافة إلى أنه جريمة حرب فإنه سيكون تهديدا مباشرا لأمننا القومي. وسنفعل كل ما يلزم لوقفه»
وتابع «تقول إسرائيل إنها تريد القضاء على حماس. هناك الكثير من العسكريين هنا، أنا فقط لا أفهم كيف يمكن تحقيق هذا الهدف».
واعتبر الصفدي أن «هذه الحرب لا تأخذنا إلى أي مكان سوى نحو مزيد من الصراع والمزيد من المعاناة والتهديد بتوسع الرقعة إلى حروب إقليمية».
بدوره، قال بريت مكغورك كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط إن إطلاق سراح المحتجزين لدى «حماس» سيؤدي إلى زيادة توصيل المساعدات الإنسانية وتوقف مؤثر للقتال في غزة.
وأضاف في كلمته أمام المؤتمر «عندما يطلق سراح المحتجزين ستشهدون تغيرا واضحا».
أما جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فرأى أن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي يمكنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وأضاف خلال مشاركته في الحوار «حماس لا يمكنها إدارة غزة بعد الآن». وأضاف «إذا من سيدير غزة؟ اعتقد أن السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي تستطيع».
وقال أنـــور قرقـــــاش مستشـار السياســــة الخارجية لرئيس الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول وجود على المدى الطويل في غزة مثيرة للقلق.
وأضاف في تصريحات خلال قمة المنامة: «نسمع الآن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بل والرئيس الإسرائيلي عن نوع من الوجود الإسرائيلي على المدى الطويل في غزة. هذا مقلق للغاية».
وتابع «هذا يشير إلى أنه ربما يكون الدرس الذي نتعلمه نحن كأغلبية الناس في المنطقة من أزمة غزة، وهو ضرورة العودة إلى حل الدولتين، أننا بحاجة إلى العودة إلى دولة إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب».